[rtl] [/rtl]
[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]
[/rtl]
[rtl]كتاب انشقاق القمر للرسول سيد البشر[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]تاليف[/rtl]
[rtl]العارف بالله / الشيخ إبراهيم الكباشي[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]مقدمه[/rtl]
[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
[rtl]الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله ، بين ايديكم دره اخري من درر تاليف العارف بالله الشيخ ابراهيم ألكباشي ومن أندر كتبه وأجودها نظماً واسهلها معناً وابسطها فهماً فتدل علي مدي علمه باللغه وضروبها ، الا وهو كتاب انشقاق القمر للرسول سيد البشر ويحكي فيه المعجزه المشهوره التي حدثت للنبي صلي الله عليه وسلم في بداية الدعوه ، ويسردها بطريقه عجيبه وبروايه واضحه متسلسله فحين تقرا هذا الكتاب تحس كانك موجود وحاضر تلك المعجزه الكبيره للنبي صلي الله عليه وسلم ، فجزي الله كل من ساهم في اخراج هذا الكتاب الي النور .[/rtl]
[rtl]احمد العوض الكباشي[/rtl]
[rtl]مدير منتديات الطريقه الكباشيه[/rtl]
[rtl]نبذة عن المؤلف[/rtl]
[rtl]هو إبراهيم بن الأمين بن الفقيه على الملقب ب( الكباشي ) ينتهي نسبة بالأمام الحسين بن على بن أبي طالب كرم الله وجهه . قرأ القران وحفظه على الفقيه ود الفادني ( القاطن بقرية ود الفادني التي تقع جنوب شرق مدينة الحصاحيصا ) ثم جود القرآن على الفقيه (كلي) بقرية العركيين (طيبة) ودرس الفقه و التوحيد وغيرهما من علوم الشريعة الإسلامية بمسيد ود عيسى المشهور.[/rtl]
[rtl]ثم بعد أن حفظ القرآن وبرع في علم التوحيد والفقه سلك طريق الزهد والتصوف والسير إلى الله تعالى فاخذ الطريق القادرى (المنسوب للشيخ عبد القادر الجيلانى ) عن الشيخ طه الأبيض (البطحانى) .[/rtl]
[rtl] وإنشاء المساجد والخلاوى وكان الناس يتوافدون على خلاويه من مناطق السودان المختلفة لدراسة القران وحفظه ولمعرفة التوحيد والفقه ولم يقف عند إنشاء الخلاوى وتدريس القران بل كان داعية من دعاة الاسلام فقد تتلمذ على يديه كثير من المشايخ واخذوا عليه الطريق وصار كل منهم علما فى مكانه وأنشاؤا المساجد والخلاوى وساروا على نهجه فى تعليم الناس ونشر الدعوة الاسلامية .[/rtl]
[rtl] للشيخ إبراهيم الكباشى كثير من المؤلفات فى شتى العلوم الاسلامية والتصوف وهى الآن محفوظة نذكر منها :[/rtl]
[rtl]* العدلة .[/rtl]
[rtl]*الذوق .[/rtl]
[rtl]*السير إلى الله .[/rtl]
[rtl]*التعبير في ذكر البصير .[/rtl]
[rtl]*المهدي المنتظر .[/rtl]
[rtl]*مقعد الصديقين.[/rtl]
[rtl]*بيان المشهد الألهى.[/rtl]
[rtl]*انشقاق القمر.[/rtl]
[rtl]*إرشاد المريد.[/rtl]
[rtl]كما أنه ألف مجموعة من الأحزاب و الصلوات منها:[/rtl]
[rtl]* حزب الجلال . * حزب الحمد.[/rtl]
[rtl]* حزب الأنوار . * حزب الدائرة.[/rtl]
[rtl]* صلاة فتح الفتوح . * صلاة سر الأسرار .[/rtl]
[rtl]* صلاة الإرشاد.[/rtl]
[rtl]ولقد أدي الشيخ الكباشي عليه رحمه الله فريضة الحج عام 1283 هـ قبل وفاته بثلاث سنوات حيث كانت وفاته عام 1286 هـ بعد أن بلغ من العمر خمس وثمانين سنة.[/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl] [/rtl]
[rtl]بسم الله الرحمن الرحيم[/rtl]
[rtl]وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم[/rtl]
[rtl] حدثنا أحمد بن صعصعه الشيباني عن عمران إبن بصطام أنه قال لما أنزل الله علي نبيه "وأنذر عشيرتك الأقربين وأخفض جناحك لمن إتبعك من المؤمنين" أمر خديجة بنت خويلد بإصلاح ماتيسر من الطعام فعملت طعاماً ثم دعي أعمامه وأقربائه وأهل بيته أن يحضروا فلما أُحضر الطعام ووضعه بين أيديهم وقال كلوا فقال أبو جهل ماهذا يامحمد فقال طعاماً فقال هذا مايكفيني وحدي وأنا أكل البعير المشوي فقال النبي صلي الله عليه وسلم إذا أردت أن تمد يديك إلي الطعام فقل بسم الله الرحمن الرحيم فقالها أبو جهل مستهزئاً وأكل لقمة واحدة ووقف وبقي ينظر إلي الطعام فقال له النبي صلي الله عليه وسلم كل فقال أنا ما أتيته ألا متغدياً فتبسم النبي صلي الله عليه وسلم ضاحكاً ورفع مابقي من الطعام بعد ماشبع الحاضرون ثم أنه صلي الله عليه وسلم وآله نادي بهم بعد فراقهم من الأكل يامعشر الناس إن ربي جل جلاله يحذركم وينذركم فمن يوافقني علي ما أرسلت به فإن الله تعالي قد أرسلني وأنزل علي قراءناً وأمرني أن أدعوكم إلي دين الإسلام فأتبعوني إلي الطريق الواضح لأنكم أهل بيتي وقرابتي فأجيبوا داعي الله وأقروا جميعكم بأني رسول إلي الخلق كافة وإليكم خاصة فلم يرد عليه أحد منهم جواباً ولا خاطبوه بخطاب وتفرقوا من حوله فقال له أبو جهل وقد نفض ذيله مستهزئاً قم أنا وأنت إلي قريش وقل لهم هذا فما أظن أنهم يخالفوك فخرج النبي صلي الله عليه وسلم إلي الأبطح وقريش مجتمعين فتكلم بصوت رفيع يابني غالب يابني كعب يابني عبد شمس يابني عدي يابني عبد الدار يابني زهره يابني مخزوم ويابني هاشم إسمعوا ما أقول لكم فاقبلوا إليه بوجوههم وقالوا له ماشأنك يامحمد فقال لهم قولوا معي كلمه خفيفه علي اللسان ثقيله في الميزان فقالوا ماهي فقال قولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله فلما سمعوا ذلك تضاحكوا وإستهزءوا به وقالوا جُن محمد وحق اللات والعزى وتعجبت قريش وخالطهم الغم من قوله وقالوا يامحمد سمعنا ذكر منك ولم نجبك وحق اللات والعزي `لئن لم تنته ليوسرن بيننا الأحداق وتيتم الأولاد فتركهم ورجع الي منزله ومضى أبو جهل لعنه الله فلقي أبابكر خارجاً من منزله فقال له مابالك يا أبا جهل تهدر فقال له ياهذا إنه قد زاد في صاحبكم جنون وقد عظم شره حتي أنه يدعونا إلي المحال والكذب والله لئن لم ينته ليثورن علي مكة حرب يشيب منه رأس الوليد ويذوب منه الحديد ويذل فيه كل فارس صنديد فقال له أبو بكر إنك لكاذبٌ في قولك وآثم في كلامك تقول إن محمداً يدعونا إلي المحال والكذب وهو الرسول الصادق والحق الناطق فما الإنتظار في موافقته فقال ياعتيق ماكفاه ذلك حتي دعانا لنفسه بالرسالة من عند رب العالمين فوحق اللات والعزي والهبل الأعلي فإن عاد هذا إلي ذلك ليكونن بيننا فعلاً يشوعاً فأمض إليه وقل له ينقطع لأنه صاحبك فقال له أبو بكر ياإبن هشام إن محمداً له رب لايخذله وهو معه أين ماكان ثم تركه ومضي وصار أبو جهل كل مالقيه من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم هدده فبينما هو كذلك مرَ به علي ابن أبي طالب فقال له أبو جهل أدني مني فقال له ماتريد فقال له أعلم أن محمداً قد جهل وتكلم بكلام ردي والناس مجتمعون ليواخذوه بفعله فقال له علي رضي الله عنه ياعدو الله تريد أن أنهاه عن قول الحق حتي ترضي أنت يا أرذل العرب ثم رفع يده ولطمه علي وجهة حتي كادت عيناه أن تطير وقلع النعل من رجله ولم يذل يضربه حتي إنحدر الدم من منخره وتركه ومضي وقصد أبو جهل الأبطح قال الراوي وأما أبو بكر لما فارق أباجهل مضي إلي منزله يقر له قرار فمضي إلي منزل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال من بالباب فقال أبو بكر نادوا إلي محمد فقالوا مضي الساعه إلي منزل أبو طالب فتبعه فلما رآه قال من أين أقبلت قال من منزلي ومعي حديث أتأذن لي بقوله فقال قل قال عبرت علي شعب بني مخزوم فلقيت أبا جهل فقال لي حديثاً أغاظني ثم أعاده علي فأطرق النبي صلي الله عليه وسلم وأرخي رأسه إلي الأرض فأتيهم غلام لعثمان فلما رءا النبي صلي الله عليه وسلم رجع وأخبره وأتيهم عثمان وقال ياسيدي لقد لقيت أبا جهل وقال لي أن أجل محمد قد قرب فوحق اللات والعزي ليخرجن عليه قريش ويقتلوه فقال وجمع أهل بيته وأقرابه ودعاهم علي دين قد أحدثه وارعد وأنا خايف عليك يامحمد من هذا الأمر فقال النبي صلي الله عليه وسلم لاتخف من ذلك وإذا بعلي قد أقبل وهو يهدر غضباً فقال النبي صلي الله عليه وسلم ماورائك يا أبا الحسن فقال يارسول الله مررت بأبي جهل فغاظني كلامه فضربته ضرباً وجيعاً ومددت يدي إليه لأريح أهل مكة منه فإنهزم مني فقال له النبي صلي الله عليه وسلم مددت يدك اليه فقال وإن عارضني آخر أخذت مافيه عينيه فوالله قد ضاقت صدورنا ونحن صابرون فأطرق النبي صلي الله عليه وسلم إلي فأقبل طلحه وسلم فرد عليه وقال ماورائك قال أمر عظيم وخطب جسيم لقد مررت علي بني مخزوم في الأبطح ورؤساء قريش مثل مرة إبن مروان وأمية إبن خلف وأخوه وأبي إبن كعب وأبو أمامه أبو لهب والوليد إبن عتبه وأباه وعمه شيبه وعمر وابن عبدود وحسان ابن الأسود الكندي ومالك إبن عوف وصفوان إبن أمه وقتادة إبن ربيع وسهل إبن عامر وزيد ابن الجراح وعلقمه إبن مالك والفضل إبن عدي والصلت ابن أهاب المخزومي والنصر إبن الحارث وإبنه وعمر إبن الحجاج الزبيدي وهم مائة وأربعون رجلاً من أكابر مكة ورؤساء العرب وأبو جهل فيهم ويشتكي إليهم وقد إتفق رأيهم أن يمضوا إلي حبيب إبن مالك إبن عوف إبن هاشم إبن عياض إبن شيبة وأنت تعلم أن حبيباً رجل عالم وله من العمر أربعمائة سنه وما أدري ما الذي يريدون فقال عثمان يامحمد أنا أعرف أن حبيباً قد تهود وتنصر وتمجس ولا ديناً الا ودخل فيه ولا كتاباً الإ ودرسه وأنا خايف أن يأتون به إلي الأبطح وينتصرون به عليك وإن تم الأمر يكون لنا شر وأنت تعلم أن حبيب يركب معه عشرون الف فارس وعشرون ألف رجل وقد إجتمع رأي القوم أن يُحاججك وتنقطع حجته ويفرحون تغتم أنت ورايتهم قد أعدوا المسك والزعفران والزباد وماء الورد لحبيب وقومه إذا غلبك وأعدوا الرماد وبول الجمال لتسويد أبواب بني هاشم وأنا خايف أن يقع من هذا الأمر الدمار علي أهل مكة فلما سمع النبي صلي الله عليه وسلم أطرق إلي الأرض ودار العرق عن جبينه كالؤلؤه المنظوم فنهض حمزة رضي الله عنه وقال يامعشر قريش قد إستعظم قلب رسول الله صلي الله عليه وسلم والأمر أقل من ذلك ياحبيب لايصعب عليك ذلك فإن ربك قادر علي تثبيت شهادتهم وإطفاء جمرتهم وإن طلبوا شراً فأنا أوريك فيهم العجب العجيب والنصر من الله فقال النبي صلي الله عليه وسلم إني متوكل علي الله في الشده والرخاء فبينما هم في الكلام إذ هبط جبريل عليه السلام ووقف علي الصفا وكشف الله عن بصر نبيه حتي راءه وإن كان النبي صلي الله عليه وسلم يطاول بعنقه ويعرق جبينه وتميل العمامه عن رأسه فظهر جبريل عليه السلام في تلك الصورة التي خلقه الله فيها وسقط الردي عن منكبي النبي صلي الله عليه وسلم ولا أدري لأن يري شيئاً عظيماً وكان له مائة ألف جناح وله من فوقها جناحان إذا نشر أحدهما سد من المشرق إلي المغرب وهو يقول السلام عليك يا أحمد السلام عليك يا محمد ربك يخصك بالسلام ويقول لك إني أنا الله منزل الجبابره ومبيد الطغاة والأكاسرة مهلك الكافرين ومهلك القرون الماضيين فوعزتي وجلالي ماخلقت نبياً أعز علي منك أتجزع وتهلع مما تسمع وانا رب الآخرة والأولي وأنا بالمنتصر الأعلى لا تقتم ولا يعلو قلبك جزع فوعزتي وجلالي لامهدن لك الأرض وأنشر أعلامك في المشارق والمغارب وامتعك بنعيم الآخرة بعد أن أجعلك في الأرض وجعلت شريعتك ناسخة للشرائع ودعوتك مستجابة أعلم أنه يقدم عليك حبيب إبن مالك ومعه إبنته سطحة بلا يدين ولارجلين ولاسمع ولابصر وقد خطبت منه وإستحي أن يبث حالها فثقل عليهم المهر فدفعه اليه رجل يقال ارفياض إبن مروة وهو الفا ناقه والف نجيب محملات من دقيق مصر وطريف اليمن والف فرس وقد طلب منه أن يزفها عليه وهو يماطله لأنه يعلم أنها لاتصلح له ولا لغيره وسيأتي بها أكيد ويقول لك إن كنت نبياً حقاً ورسولاً صدقاً فأدع ربك أن يردها بشراً سوياً فلا تجزع وأجلس معه ولاتبال فأنا معك ومن كنت معه لا يُغلب ومن ننصره لا ينكب وسوف يسألك عن أشياء فأخبره بها فإني أيدتك بنصري فقال النبي صلي الله عليه وسلم ياجبريل إني أجزع من صورتك هذه فقال في أي صورة تحب أن أتصور لك فيها فقال يا أخي رايت في العرب رجل حسن المحادثة يقال له دحيه الكلبي وأحب أن تأتيني بصورته ثم عرج إلي السماء وقد تفرج الهم عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ولم يخبر أحداً من أصحابه ولا أهل بيته بذكر ثم أن أبابكر حط يده بيد عثمان وخرجا فقال عثمان مابالك يا أبا بكر فقال داخلني الهم مما جري من هذا اللعين فوالله لا فتحت لي دكاناً ولا شريت ولا بعت حتى أعرف ما يكون في هذا الأمر قال الراوي ولما كان في الغد إجتمعوا سادات قريش وأكابرها وسادات مكة وحكام الحرم في مائة وسبعين سيداً وعزموا علي المسير الي حبيب وأبو جهل في أولهم وهو يقول يابني الأعمام أترضوا لي بأن أضرب وأهان فوالله لأقطعن ابن بني هاشم فقال القوم كلنا لك طايعون ولامرك سامعون فقال أترضون أن تسب أصنامنا ويسفه رأينا قالوا لانرضي بذلك وقد تزينوا بأحسن زينة وأفرغوا عليهم لامة حربهم وركبوا خيولهم وأبا جهل قد أمر عبيده بالمسير بين يديه فساروا حتي وصلو ديار حبيب وكان قد خرج إلي الصيد ومعه أكابر قومه وعمه جوذر وكان أشجع الناس يعد في الحرب بعشرة آلاف فارس وكان شيخاً كبير فبينما هم سائرون إذ حانت من حبيب التقاية قال أري غبار أفاظنه قادماً إلينا فانظروا فإن كانوا أضيافاً أهلاً وسهلاً وإن كانوا أعداءً اعتمدنا علي ضرب الينا فقال جوذر ابن أخي لايخل قلبك خؤلاء غم فهؤلاء دون المائه فإن أمرتني سرت إليهم وشتت شملهم ووقفوا ينظرون الغبار فخرج من تحته عمايم حرميه وأبطال حجازيه وليوث قرشيه فقال حبيب ياعم هؤلاء سادات مكة وماجاء بهم إلا أمر عظيم ثم ترجل حبيب وقومه وترجل سادات مكة وسلم الأكابر علي الأكابر والأصاغر علي الأصاغر وضموا بعضهم بعضا ورجع بهم حبيب إلي منزله وقال حبيب لأبي جهل ياسيدي ضيوف نازلين أم سادات عابرين فقال بل إليك قاصدين ومما طرقنا من الهم والغم لائذين فقال حبيب وما سبب هذا وأنتم سراج الحرم ومصابيح الظلم ومن بيتكم يظهر صاحب الدين الأقوم والفضل الأعم فقال أبو جهل الحديث طويل وإذا جلسنا حدثناك فلما وصلوا وجلسوا في مكان قد أعد لهم وقد قدم لهم الطعام فلما فرغوا قدم لهم المدام وقفوا الفتيات بأيديهم الدفوف والمزامير فقال أبو جهل ارفع عنا ما قدمت لنا من الشراب فما هذا وقت الفرح والسرور فقال حبيب أما وحق اللات والعزي مايمنعكم من الشراب الإ امر عظيم أخبرني مانزل بكم وما أزعجكم فلما سمعوا القوم أشاروا إلي أبو جهل أن تكلم وكان متكئاً فنهض قائماً وقال أيها الملك الجليل نحن نعلم أنه مابقي في العرب غيرك أحد ينظر في أمور الناس لأنك حزت العلم والسخا والشجاعه وتعرف قدر الناس فلذلك قصدناك والله يعلم إننا أصحاب البيت الحرام وزمزم والمقام والفخر والشرف الأكبر غير انه ظهر فينا غلام مات أبوه وأمه وكفله عمه فنشأ وشاع ذكره بين الناس وصار يعرف بالصادق الأمين لكن ظهر منه أكبر من ذلك بعدما صار إبن أربعين سنة زعم انه رسول من الله إلي الناس كافة فلو رأيتة إذا جلس بيننا يهزأ بنا ويعيب ديننا وينتقض آلهتنا وأصنامنا ويتكلم بكلام يزعم أنه كلام رب العالمين سماه قراءنا يهجونا فيه ويمدح من يجيب دعوته وتراه يقول وماتعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ويقول مايشاء كل ذلك وكنا لانؤاخذه بذلك حتي أنه إذا كان من قريب أتانا بأمر عظيم وخطب جسيم وقال للناس أتركوا آلهتكم ولاتعبدوا الأصنام فإن الله أمرني أني أن أدعوا إلي الحق ويقول إني أرسلت إلي من في الأرض قاطبه من الإنس والجن الحر والعبد الذكر والأنثي وتارة يشخص بطرفه إلي السماء ونحن نظن أنه خاطبه الجنون فإذا سألناه يقول هذا رسول ربي جبريل يأمرني وينهاني فأقاظنا كلامه فجئنا إليك قاصدين ونريد منك أن تحل معنا إلي مكه بقومك ونجمع أهل مكة جميعاً وندعو هذا الرجل وتحاججه وتقطعه عنا مره واحده وإذا عبث بين يديك حصل عليه الذل والصغار ونحن اعلم أنه ليس له قوة الوقوف بين يديك والذين علي ملته قوم يسيرون ونريد أن نخرجهم من ديارنا وقد أعددنا المسك والزعفران والزباد وماء الورد لقومك عند إقامة حجتك والرماد وبول الجمال لتسويد أبواب بني هاشم لأنه كفر أصناماً وعطل أدياننا فلما سمع حبيب ذلك قال بني الأعمام إلينا إذا كان بغير أساس إنهدم اللسان الفصيح إذا نطق بغير الحق إنعجم أنا أريد أسمع كلام هذا الرجل حتي أعرف الحق لكن أسئلكم عن أمور قبل المسير إليه وإني أعلم وأتيقن أن في هذا العصر يبعث الله فيه رسولاً نبياً أمياً رسولاً ثم قال عرفوني إسم هذا الرجل فقال أبو جهل وقد تغير لونه إسمه محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب ابن هاشم ابن عبد مناف فقال حبيب هو أعظمكم شأناً وأكثركم أنوارا وأكبركم مقداراً قالوا ولولا هذا الذي ظهر منه لكان سيدنا قال حبيب لقد مالت يميني وشمالي إليه ياابن هشام فجئت الكعبه صف صف ياحتي كأني أراه فقال أبو جهل زايد في الملاحه وأزهر من القمر وأنور من البدر إذا بدر وكلامه أحلا من السكر وثناياه كالجوهر وشفتاه كالعقيق الأحمر إذا مشي كأنه كسري وقيصر مليح الغره حسن الوفره يسلم علي الصغير والكبير ويصافح الغني والفقير ويفوح من عرقه الند والعنبر تميل القلوب علي حسن محادثته وحلاوة مكالمته فقال حبيب أحسنت ياابن هشام ولله در القايل حيث يقول : (( ومناقب شهد العدو بفضلها *** والحق ما شهدت به الأعداء )) ثم قال إذا كانت هذه صفته مالذي تنكرون منه فقال وبأأبو جهل ياسيدي لقد قلت حقاً ولكنه يدعي النبوة فقال حبيب من أدعي النبوة بغير معجزة بطلت نبوته فقد أبان لكم شيئاً من المعجزات فإني قرأت كتب الأولين ووقفت علي معجزات المرسلين وسمعت كل نبي يثني عليه في كتابه علي هذا النبي ويشتهي أن يكون من أتباعه إذا ظهرت لنا شيئاً من المعجزات لكنه ساحر عظيم سحر الغمام حتي ظله والبعير حتي كلمه ولاشئ من المخلوقات إلا سلم عليه فقال ماهذا سحر وحق الكعبة ولقد مضي من عمري مامضي ماسمعت ان الساحر يظله الغمام او تكلمه الأنعام أو تسلم عليه الأغنام وأن لهذا الرجل شأن من الشأن فقال أبو جهل ياسيدي نحن أتيناك لتبطل حجته وتكذب كلمته وأنت تثبت له حجته علينا وتكبر أمره لدينا فقال حبيب لايصعب عليكم كلامي ياسادات مكة ولكن إذا إجتمعنا ترون مايسركم ثم قال لأبي جهل صف لي محمداً حتي كأني أراه فقال أبو جهل يا حبيب حالك لا يسرني أراك تحدثني وقلبك طائر[/rtl]
[rtl]فإنك أحببته بالنعت والإستمتاع فكيف إذا نظرت إليه فوحق اللآت والعزي مابقيت نفس تطيب حتي تخبرني بما تسل محمد فقال حبيب بماتريد يذكر فقال لتطمئن نفسي وأعرف هل تقدر علي ذكر محمد أم لا فإن كان قادر فما الفائدة في المسير بك معنا وإن لم يكن قادرا سرنا معك ونحن مسرورن فقال حبيب أعلم إن رزقت إبنة سطحية ليس لها يدين ولارجلين وإنما هي روح تتردد في زق وإنما أحملها معي وأقول لمحمد إن كنت نبياً كما تزعم فاسأل ربك أن يردها بشراً سوياً فقال أبو جهل هذا سهل علي محمد هل تطلب منه شيئاً غير ذلك فقال أعلم أن في الواد الفلاني شجرة بالية من سنين وأنا أقول لمحمد أن يطعمنا منها ثمراً إن كان نبياً فقال أبو جهل ما هذا المسائل والله إن محمدا بن سبع سنين وهو يطعمنا الثمر الجزوع اليابسه فضحك حبيب وقال أدن مني يابن هشام حتى أقول لك في أذنك شيئاً فدنا منه أبو جهل وكلمه حبيب في أذنه كلاماً خفيفاً وإذا أبو جهل يضرب بعمامته الأرض ويرغوا مثل مايرغي البعير ويقول أيها الحاضرون غلب محمداً وحق اللات والعزي لأن هذا الذي يطلبه منه حبيب لايقدر عليه محمد ولو إنطبقت السماء علي الأرض فقالوا وماهو قال سوف ينظرون اليه عياناً ولقد كان قدومنا عليك ياسيدي في أبرك الأوقات ثم أمر حبيب بالعقاير فعقرت وبالنحائر فنحرت وبالخمور فسكبت ولعبت الفتيات بالدفوف والمزامير والعيدان وأقاموا علي ذلك ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع نادي حبيب في قومه بالرحيل إلي مكة والنزول في الأبطح وقدم جواده فركب وركب السادات وقومه وقد تزينوا وزينوا خيولهم وسادات القوم كأنها الغيث الساكب فقال حبيب لعمه حوذر تقدم بالقوم وأنا في أثرك فقال له أبو جهل امر علينا فمضي إلي منزله وشد هودجا علي بعير وقال لزوجته أعطيني بنتي السطحية فقالت له ماتصنع بها وقد رأيت البارحه مناماً وهو كان طيراً عظيماً نزل وأختطفها فقلت أين تمضي بها فقال إلي خير الأنبياء والمكلم من السماء محمد المصطفي ليرد عليها ماعدم منها فلما سمعت ذلك انتبهت مرعوبة فقال لقد صدقت منامك وسعدت أحلامك أما الطير فأنا وأما النبي فهو هذا الذي هو قاصده وأريد ناظره فقالت بحق الكعبه الا تنصر أعدائه ولاتوصلهم إليه بسوء فقال لها والله يابت العم إني له كالأب الشفوق ثم اركب ابنته في الهودج وسار بها فتبعه شيطان فقال له يا حبيب تسير ولاتدخل علي آلهك وتسئله عن هذه الجارية أتحسب أنه يعجز عما يقدر عليه محمد وكان له صنم من المرمر مكلل بالدرر والجوهره مصفح بالذهب الأحمر وقد عممه وتوجه وجعل عليه قباء من الديباج ونصب تحته كرسيان من الذهب وكان يسجد له من دون الله فدخل عليه ونفض عنه الغبار وقال له اعلم أيها الإله إني في عبادك من زمن طويل وماسألتك حاجه وإلا قد أتيتك قاصدا وأنا لك ساجد فأسئلك أن ترد علي هذه الجارية ماعدم منها فإن فعلت فإنك عزيز كريم واقاتل عنك كل عدو وخصيم وإن لم تفعل ماطلبته لاعبدتك بعد هذا اليوم ثم سجد طويلاً ورفع رأسه وظن أنه بلغ المراد فالتفت فإذا الجارية بحالها فنظر إلي الصنم وقد إشتد غضبه عليه وقال شوه عليك من معبود ولارعيت حرمتي ولارحمت بيتي ولاقضيت حاجتي فلابارك الله فيك يا أرذل الأصنام ثم رفع يديه وضربه قطعه نصفين ورماه إلي الأض ونزل عليه بتعصيب فلم تري من حبيب الأخير ثم قال وضيعت العمر في عبادة من لايضر ولاينفع إني وجهة وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ثم أخذ الجاريه وسار حتي لحق القوم وساروا وجوذر في اوائلهم وأبو جهل يقول لحبيب إحذر من محمد ويصف له من العجب فإن كلامه مثل السهم يصيب القلوب وكل من قصده بشر رجع عنه خايباً فقال حبيب ما أنا بالذي يميل إلي الباطل ولا أتبع كلام الساحر وأنا الأديب العاقل وللكلام وقائع ومناهل وللأنبياء معجزات ودلائل وسوف تري مني ومنه مايحير كل عاقل فقال أبو جهل الأصنام تنصرك والهبل العلي يشد أزرك فقال حبيب يظن الباطل يعلوا علي الحق ولايغني عن الحق شيئاً ولم يزالوا سايرين إلي أن أشرفوا إلي البيت الحرام ولاحت لهم الأعلام والمقام فوصل الخبر إلي أهل مكة فخرجت النساء كأنهن البدور في يد الظلام وأصطفي علي الروابي والآكام و وخرج الرجال وخرجت النساء واصطفوا بمنزل وهم ينظرون حبيبا وهم فرحون مسرون ببلوغ المال وقد جاء الخيل وعدد القوم عشرون ألف فارس وعشرون ألف رجل ولم يخرج من من بني هاشم والمؤمنين أحد غير أبي بكر وعثمان والمغيرة ابن شعبه فوقفوا علي الشبيكة مشرفين علي الحراء وكان أبو بكر عارفاً بالرجال لكبر سنه وكان إذا نظر إلي الهودج عرف صاحبه وإلي العمامه فيعرف صاحبها وإلي الفرس فيعرف راكبه فجعل يدير عينيه ويقول هذا هودج فلان وهذا هودج فلان إلي أن عد أربعين مقدماً كلامنهم يحكم علي أكثر من أربعين ألف فارس وغير فرسان كندة وسعد وعدي فنزلوا بالأبطح وضربت المضارب وشدت الخيل وضربوا للحبيب خيمة عاليه وفيها النطع اليمانيه وجلس ودارت حوله رؤساء القبائل فلما رءا ذلك أبابكر خفق فؤاده ورجع مسرعاً إلي منزل رسول الله صلي الله عليه وسلم وإستأذن فأذن له فدخل فرأي بين يدي النبي صلي الله عليه وسلم زبيباً وقرصاً من شعير فقال النبي صلي الله عليه وسلم دونك والطعام قال ياسيدي إسمه من الغم فقال له النبي صلي الله عليه وسلم ما سببه فقال هذا حبيب إن مالك ترك الأبطح ومعه أربعون ألف فارس ورجل والعرب ثابته من كل جانب ومكان فقال له النبي صلي الله عليه وسلم أخرج إلي دكانك وبع ماتستعين به علي القوت من بضاعتك فقال ياسيدي لو أن المال يسير بين يدي لم أقدر ضمه من الخوف من مجئ هؤلاء القوم فقال له النبي صلي الله عليه وسلم طب نفساً وقر عيناً فالعاقبه خير إن شاء الله تعالي فخرج أبو بكر يدور في الخبيات ويعول لأصحاب النبي صلي الله عليه وسلم كونوا علي حذر وأبو جهل يدور في خبيات علي السادات ويقول أجيبوا حبيباً فيه يدعوكم فتبادروا إليه من كل جانب ومكان وقد إمتلأ الأبطح فنهض أبو جهل وقال هؤلاء أهل مكة جميعاً ماخلا بني هاشم وبني عبد المطلب وبني عبد مناف فقال حبيب أسرع بهم فقال أبو جهل ياسيدي أرسل إليهم من رؤساء قومك فإنهم مبغضون لنا فقال إنهم معذرون في بغضتك لأنك تبغض سيدهم ثم أرسل اليهم أربعين رجلاً من رؤساء قومه ممن له التدبير والرأي وقال بهم إذا أتيتم بني هاشم فإحترموهم فقالوا سمعنا وأطعنا وساروا إلي منزل أبي طالب فلما وصلوا اليه طرقوا الباب فخرج اليهم فسلموا عليه فقال لهم مابالكم فقالو سيدنا حبيب يريد أن تشرفه بقدومك مع بني عمك فقال حباً وكرامه ثم دخل منزله ولبس قميص أبيه عبد المطلب وتردي ببرده إسماعيل ولبس نعلي عبد مناف وتعمم بعمامة جده إسحاق وأفرع علي نفسة حله إبراهيم عليه السلام وكانوا يتوارثون تلك الحله أولاد بعد اولاد وقال لبعض بني عمه أدعوا لنا ماقدرتم عليه من السادات وأدعوا العباس والحارث والزبير وأظن حمزة في الصيد فصاروا أولاد عبد المطلب وتبعهم القوم وعلي إبن أبي طالب في اوائلهم سيفه بيده وله من العمر ذلك اليوم إثنا عشر سنة وأبو طالب امامهم فلما قربوا من الخيمه مد أبو طالب عينه فرأي حبيب جالساً والناس عن يمينه وشماله فدخل وسلم فقام حبيب وإستقبل أبو طالب وأجلسه إلي جانبه وجلس أصحابه وجلسوا عن يمينه وشماله فتطاولت إليهم الأعناق وإمتدت نحوهم الأبصار وأبو طالب جالس وسيفه علي فخذه كأنه الأسد فتلجلج لسان حبيب ثم سلم علي إبن أبي طالب رضي الله عنه وحياه تحيه ثانيه فلرد عليه أبو طالب السلام فقال حبيب يابني هاشم العرب تعرف فضلكم ولاتنكر حقكم وبكم تعد سائر الناس ولكن هذه سادات مكة قد جاءوا إلي عندي وذكروا أنه قد نشأ فيكم غلام يزعم أنه رسول رب العالمين إلي الخلايق كافة والأنبياء يأتون بالدلايل والمعجزات قبل إظهار النبوة حتي تميل إليه لناس وإلي طاعته ويعرض صدقه وإن لم تكن معجزة لايعرف بدونها نبوة فإن كان هذا الغلام مجنون كما يقولون فنسألكم أن تردوه عن أمره لأن سادات مكة وأبطال الصفا ماترضي بهذا وأعلم ان القوم قد كفوا عن قتله إلا لأجلكم لئلا تقع الفتنه بينكم والعرب يعرفونكم ويعظموا قدركم ولو كان هذا من غيركم لقتلوه لأنه سفه أحلامهم وكفر أسلافهم ونهاهم عن عبادة الأصنام فنهض أبو طالب وشمر عن ذراعية وشخصت الأبصار إليه وأبرز عن لسانه كان حسام جذب من غمضه وقال أيها الملك الشريف أنارت بك الغياهب وزهت لك المرتب أعلم أن محمد لم يأت علي أحد من الناس كرها ولاأمرهم بالدخول في دينه عنفا وإنما أتي إلي أهل بيته وبني عمه وأقربائه وقال أنتم أجل من والاني وأنتم مني وأنا منكم وقد جئتكم بالدلالة الواضحة والحجة وأنا أدعوكم إلي إله عظيم ورب كريم لا إله إلا هو رب الأرباب ومسبب الأسباب وانا أسألك ياحبيب بأبائك الكرام الا ماسئلت القوم ماكانوا يسمونه في أيام صغره هل له إسم إلا الصادق الأمين فكيف صار اليوم الكاذب المجنون فهل بان لهم من كذبه شئ من يوم ولدت أمه لكنهم حسدوه فقال حبيب يامعاشر العرب سمعتم قول أبي طالب هل هو صحيح فقالوا نعم كان إسمه الصادق الأمين فقال لأبي طالب إجلس فلما جلس قال أحب أن أراه وأسمع كلامه فقام أبو جهل وقال ياسيدي محمد صلي الله عليه وسلم لا يرضي أن يحضر ويجلس في محافلنا فإن أحببت أن تراه فأبعث إليه رجلاً وأبطالاً يجيبونه غصباً ويحضرونه قهراً فما تم كلامه حتي لطمه كادت تقلع عينه فالتفت فإذا هو علي إبن طالب وقد قام العرق الهاشمي بين عينيه وقال ياألام العرب وأنجس من ركب علي قتب لمثل محمد يجاب بالذل والصغار ونحن أسود الغاب ومجندلين الطغي والضراب والله إن تكلم منكم متكلم لا أدعسن خده والعن أباه وجده والله لقد تعديتم علينا بألأم العرب بسوء الكلام فلعن الله من يعبد الأصنام وكلامي للحاضرين منكم بالتمام ثم صاح يآل هاشم وأشار بيده إلي قومه وإنتدب أنا الليث المهول وأنا الفارس المبهول وأنا زوج البتول الهمام وانا البطل الضرغام وأنا المقاتل يوم الصدام إذا ولت الأقران وأنا الليث وأنا ابن عم الرسول وأنا قاتل الكفره وأنا قالع الشجره وأنا الملكين بحيدره وأراد أن يجذب سيفه ويصيح بالقوم فخاف من كان حاضر فقام إليه حبيب وقال السلام عليك يافارس الفرسان ويا أشجع الشجعان طب نفساً مانفعل إلا مايرضيك ولم يزل يلاطفه بالكلام إلي أن اجلسه وأشار إلي قومه بالمسير فساروا وقد ذهبت عقولهم مما حل بهم من علي رضي الله عنه فضرب الطريق إلي منزل حمزة فقرعوا الباب وهو يخور غضبان من إجتماع القوم من كل مكان علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال من بالباب قالوا نحن قال من أنتم قالوا سادات كثيره فقال لا أهلاً ولا سهلاً فما الذي تريدون قالوا نريد محمد صلي الله عليه وسلم يكلم حبيب إبن مالك فقال حمزة محمد ما يسير معكم يا لئام العرب فقالوا إن لم يسر معنا طوعاً أخذناه كرهاً فقال قفوا حتي أخرجه لكم ثم إنه سل سيفه وخرج إليهم مثل الأسد الوثاب وصاح صيحة شديدة فولوا منهزمين إلي حبيب فقال لهم مابالكم فقالوا مضينا إلي منزل محمد صلي الله عليه وسلم فخرج علينا وسيفه بيده وزعق بنا زعقه كادت لهيبتها الجبال تزلزل فقال حبيب هذا محمد صلي الله عليه وسلم ياأصحاب فقال أبو جهل وقفوا بمنزل حمزة فأرسل إليه غيرهم وإلتف حبيب جوذر وقال إمض إلي محمد صلي الله عليه وسلم فقال أبو جهل أسرع به لعلنا نبلغ منه حاجتنا فقال أبو طالب مالذي يبلغكم من إرادتك ياحمار قريش فلا أرنا الله بسؤء ولا أشمت به عدواً فو الله إن لم تعتصر لسانك لأهشمن عظامك ولأجعلنك جثة بلا رأس ثم إن أبا طالب رضي الله عنه أنشأ يقول :[/rtl]
[rtl]تظنون أن نرضي بقتل محمد ** ولم تخضب السمر العوالي من الدم[/rtl]
[rtl]كذبتم وحق الله حتي ترونها ** جمامكم بين الحطيم وزمزم[/rtl]
[rtl]ونقطع أوصالاً ونشفي عليلاً ** فمن منكم يبرز إلي ويقدم[/rtl]