احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: كلام الشيخ ابراهيم الكباشي عن خرقة التصوف من كتابه الذوق الجمعة مايو 06, 2011 7:07 pm | |
| من كلام سيدي الشيخ ابراهيم الكباشي عن خرقة التصوف من كتاب الذوق تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني
من كلام سيدي الشيخ ابراهيم الكباشي عن خرقة التصوف من كتاب الذوق تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني
قال رضي الله عنه : اما بعد كنا نتفكر في الخرقه التي عليها عمل السادات الصوفيه والسلف الصالح واحترنا في كيفيتها لاننا ذكرناها في اول الكتاب المسمي" بالذوق" فلما كان يوم الاثنين نهار ثلاثه في شهر الله رجب سنه الف ومئأ تين وسبع وستين فى ساعة القيلوله نائم في تلك الساعه إنشرح صدري فرأيته يكرر الخرقه وتسير مضيئه كالشمس لكثره الايضاح فيها فالحمد لله رب العالمين فإن اول الخرقه قبل اللبس لها العقد الموافق لاهل الحقيقه لايدخل فيه شئ ولو تقطعت أبدانه ونشر بالمناشير لا يتحول عنه ولا ينظر للادله الوارده ولو كان عالماً بها فليقل هذه صفه باطنيه فاندرجوا بها حتي كانوا في حضره رسول الله صلي الله عليه وسلم ولولا ما ربط القلب ما حصل هذا فإن خالط التلميذ بمثل هذا عند اهل الله يسمي مخلط فليجدد العهد وان خامر اكثر من ذلك انقطعت عنه العصمه حكم انقطاع النكاح بالموت وهذا كائن في اكثر المريدين الصادقين وأما غيرهم فسقّا بعيدين عن الطريق وكذلك نحن الشيوخ مثلهم واشد منهم وهذا صفه الحبل الذي عليه الربط واما الخرقه مربوطه في الحبل الذي عليه العقد وكان النسيج بها قليل لا يصله إلا الشطار وأما صفه الخرقه هي الاذكار المعلومه التي اخرجها الشيخ من نفسه الي تلميذه فقبل بها التلميذ قبولاً من غير إعتراض اما النسج العمل بذلك حتي صار الاسم طبعا له في لسانه وقلبه وامتزج بجسمه ولحمه حتي زالت الرعونات كلها عن قلبه حتي ربما يحدث لا يتحدث غير الاقبال علي الله عزّ وجلّ فيصير تقي نقي صادق مع الله في كل ما امره به موفي لحقوقه وهي الفرائض المعلومه وألامور المزمومه تارك لها كالغيبه والنميمه واذيه المخلوقين والنظر للمحرم والنظرللاخ بشئ يكرهه ولا يداهن في الحق إلا ان يكون لا حيله له في ذلك فيشهد الله انه لا قدره له في ذلك الا واللبس ليس كذلك وهي ترك الرعونه وهي رؤيه عيوب نفسه بل يري ذنوبه كثيره تكاد ترجمه كالجبال حتي لا يري لنفسه أثر ويري عمله ردئ مقدد كما ان ابوبكر الصديق رضي الله عنه د خلوا عليه اخوانه الصحابه وجدوه يجذب في لسانه تدلعاً فقالوا له يا خليفه رسول الله مالنا نراك تجذب في لسانك تدلعا فقال إخواني دعوني لساني أوردني المهالك والمواهي فيا اولو العقول السليمه إفتكروا ذلك مع انه صديق رسول الله صلي الله عليه وسلم رأى عمله هكذا كيف الناس غيره إياكم إخواني والغرور والعجب بالعمل وهو غرور من الشيطان مبعد من الرحمن وإن لبس الخرقه المذكوره وهو ترك الدنيا واخبارها واهلها واشقالها فلا تعجبه نفسه بعمله ولوعبد عبادة الثقلين رءا اعماله باطله مقدده يبكي ويصرخ كانه على شفير جهنم فاذا عقل ساعه تذكر الجنه ضحك وفرح والوقت الذي يطرا فيه اهوال الآخره فقال يا عجباً لي اضحك في الهوي من غير عمل فهذ هو صاحب الخرقه الذي هو لابسها وما اخرجها من عنقه واذا كان كذلك صفي حتي صار مؤمناً مجاهداً في طاعته خالياً من الوساوس الدنيويه لا يتكلم الا بطاعته وذكره حتي صار وكيل القوم وكان يعلم التلامذه الذكر والاشتغال به والحضور مع الله وكان يري جلال الله دائماً كأنه طعامه وكان يري الكون فارغاً حتي لا يري أثر لاحد غيره إن الله هو المحرك المسكن والعالم بكل شئ فهذا حضور السادات الخرقه فاندرجوا بها جميعاً حتي شاهدوا الله عزّ وجلّ غير منام فشهود ذلك السادات ليس بجوارهم الظاهره وانما بقلوبهم الطاهره التي قذف الله النور فيها وافناهم في محبته حتي دخلوا في فنائه وبقائه فالفناء هو الشهود العظيم العالي بأن يري الله عظيم وجليل والبقاء هو وصال العبد الي خالقه بحضور قلبه كانه لا يري بينه وبين الله حجاب واذا كان عند الحضور يري حجاباً يسيراً أهتم وبكي فهذا لا يصله الا الشطار المحققون القائمون بحقوق الله المنتهون في ذاته الذين شرفهم الله بحبه وولاهم علي خلقه وأكملهم بسره وباهي بهم ملائكته ورفع عنهم عصمته لأن حقوق الله صارت طبعاً لهم فهؤلاء ساداتنا الذين لبسوا الخرقه ولم يخرجوها من اعناقهم حتي سارو الي الله فاذا كان واحد منهم سار الي الله ألبسها تلميذه وصار صاحب إرثه وهي من عند رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي عند ساداتنا الذين نذكرهم ولم يلبسوها كثيراً من الناس فأهل لبسها يكون واحداً ويكون رأس القوم ولا يقدر أحد غيره يلبسها حتي ينقضي أجله ويلبسها صاحب إرثه واما فى زماننا هذا مارايت احداً لابسها والله عالم بعباده اللطيف الخبير وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
| |
|