احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: إسلانج .. خلاوي ود أم حقين الأحد يونيو 26, 2011 4:28 pm | |
| إسلانج .. خلاوي ود أم حقين
الجزيرة اسلانج في ظاهرها المدينة وفي باطنها الريف سماحة وتسامحاً وكرماً لا تخطئه البطون..فالناس هناك تحسبهم شتى وقلبهم على اسلانج الفاضلة وان تباينت المشارب والتوجهات السياسية. جئنا اليها بدعوة كريمة من الاستاذة مها الامين «بت الصاروخ» مهندس العون بتلفزيون السودان حللنا بدارها واستطعمنا طعاماً تذوقنا معه حلاوة وسماحة وطيبة اهلها في الجزيرة اسلانج قاطبة. الجزيرة اسلانج يقال كانت عمودية يتبع لها عدد من القرى واسلانج كلمة نوبية تعني الساقية كما فسرها بعض اهل التخصص.. ويقصد بها «ارض الزراعة» أو «مكان الزرع». اشتهرت الجزيرة اسلانج بخلاوي القران للشيخ الفكي الامين ود ام حقين وهو ينتمي لقبيلة الرباطاب من جهة الوالد ولقبيلة الجموعية من جهة امه، ولقبه اهله الجموعية باسم امه الجموعية. ودرس في خلوته عدد من الشيوخ الذين ذاع صيتهم في السودان منهم الشيخ العبيد ود بدر.. ويروي ان العبيد ود بدر قد وجد الشيخ ود ام حقين يبكي وسأله عن سر البكاء فقال له «حزنت ان القرآن لم ينتشر بمنطقتي» فقال له «يوماً القرآن بكسر رجله في بلدكم». ومن الشيوخ ايضا الشيخ قريب الله، وكان يأتي من السروراب وعندما يمر بالجزيرة اسلانج يحمل حذاءه ويذهب حافياً وحينما يسأله حيرانه عن السبب يقول «اكراماً لبلد حملت لواء القرآن وتوقيراً لشيخها الذي اسهم في تعليمه». وخلوة الفكي الامين ود ام حقين درس بها الدكتور احمد علي الامام مستشار رئيس الجمهورية واحمد خالد بابكر وآخرون..وتحظى برعاية من الاستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية. وبدأ التعليم النظامي في الجزيرة اسلانج سنة 7591م بافتتاح اول مدرسة اولية في منزل الشيخ نايل وسميت باسمه لتبرعه بمنزله لاستقبال التلاميذ. وتأخر التعليم لعدم قناعة المسؤولين ببناء مؤسسات داخل الجزيرة يومذاك لانها كانت مهددة بالغرق وقد غرقت بالفعل في سنة 6491م في الفيضان الشهير وبعد الفيضان خرج السكان واكتمل التهجير في مطلع السبعينات. يروي الاستاذ علي نايل القطب الاتحادي المعروف ان الرائد ابوالقائم محمد ابراهيم كان محافظ الخرطوم وقام بزيارة لقرية الجزيرة اسلانج وطلب منه الاهالي بناء مركز صحي وبعد يومين جاء اليه رجل الاعمال المعروف ابراهيم سعيد السيد راجياً منه ايقاف استيراد الصلصة من الخارج، فقال له ابوالقاسم «انت عملت لينا شنو؟) فقال ابراهيم سعيد (انتو دايرين شنو؟) فرد ابوالقاسم «دايرين مركز صحي في اسلانج» فكان الصرح الذي يحمل اسم مستشفى ابراهيم سعيد الريفي وتجرى فيه عمليات مجانية كل جمعة من كل اسبوع تكلفتها بين «2- 6» آلاف جنيه يقوم بها النطاس عثمان خالد. يبدو جلياً للعيان ان الجزيرة اسلانج تحتفي بالعلم فالمؤسسات التعليمية تنتشر ومراكز الدعوة التي تدعو للاستقامة وتعلم امور الدين، تأخذ حظوتها، والخلاوي لم تعد نار تقابة فحسب ومن تخرج الحافظ المتيح الذي يحفظ كتاب الله ويخرج بمهنة تقيه من الفقر. تبقى الجزيرة اسلانج آمنة ان استعصمت بكتاب الله ونبذت كتاب السياسة التي لا يأتي الخير من بين يديها أو من خلفها.
| |
|