شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 829894
ادارة المنتدي منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 103798
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 829894
ادارة المنتدي منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى 103798
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكه الطريقه القادريه الكباشيه

منتدي تعريف بسيره وكتب الشيخ إبراهيم الكباشي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
>منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى Rufaai10 منتدي الشيخ ابرهيم الكباشي توثيق لحياة مليئه بالعلم والتصوف والجهاد يحتوي علي كتبه واقواله وسيرته ومدائحه >منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى Rufaai10"

 

 منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد العوض الكباشي

احمد العوض الكباشي


ذكر
عدد المساهمات : 2933
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمر : 37
الموقع : الكباشي

منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى Empty
مُساهمةموضوع: منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى   منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى Icon_minitimeالإثنين يوليو 18, 2011 11:37 pm


منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى
المحاضرة الرابعة – ما هو اسم الله الأعظم ؟
إن الحمد لله نحمده ونستعينه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) ( يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) ، أما بعد ..
فحديثا اليوم بإذن الله تعالى يدور حول اسم الله الأعظم ، ما هو اسم الله الأعظم ؟ كثير من الناس وخصوصا الصوفية يزعمون أن الاسم الأعظم سر مكتوم ، وأن خاصة أوليائهم هم الذين يعلمونه ، ويعلمونه بالتلقي من مشايخهم ، وأن هذا الاسم من علمه ودعا الله به فلا بد أن يستجاب له ، بغض النظر عن كفره أو إيمانه ، وجعلوا لذلك هالة في قلوب العامة ، يعظمون من خلالها هؤلاء الأولياء خوفا ورهبة من دعائهم بالاسم الأعظم الذي انفردوا بمعرفته .
ولو سئلوا لماذا حجب الاسم الأعظم عن عوام الناس ؟ يقولون حتى لا يدعون به دعوة باطلة ، فنحن أمناء على سر الله ، ويستدلون بحديث شبه موضوع يرونه عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سألت الله الاسم الأعظم فجاءني جبرائيل به مخزونا مختوما اللهم إني أسالك باسمك المخزون المطهر المقدس المبارك الحي القيوم ، قالت عائشة : بأبي وأمي يا رسول الله ، علمنيه ، قال يا عائشة : نهينا عن تعليمه النساء والصبيان والسفهاء .
يقولون سيدي الفلاني أخذ علم التصوف والاسم الأعظم عن سيدنا أبي العباس العلاوي رحمه الله ، أخذ عنه العهد والاسم ، فكان منه ما كان ، كرامات وتأثيرات وخوارق للعادات ، وغير ذلك من الحكايات والمبالغات ، والكذب والافتراءات .
إبراهيم بن أدهم كان من الأشراف ، وكان أبوه كثير المال والخدم والمراكب ، فبينما إبراهيم في الصيد على فرسه يركض إذا هو بصوت من فوقه يا إبراهيم ما هذا العبث ألهذا خلقت أم بهذا أمرت: ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً ) (المؤمنون:115) اتق الله عليك بالزاد ليوم الفاقة فنزل عن دابته ورفض الدنيا ، وصادف راعيا لأبيه فأخذ عباءته وأعطاه فرسه وما معه ودخل البادية ، فرأى فيها رجلا علمه الاسم الأعظم فدعا به ، فرأى الخضر ، وقال إنما علمك أخي داود .
اسم الله الأعظم ليس كما يصوره هؤلاء أنه شيء مخفي غيبي هم فقط الذين يعلمون طريق الوصول إليه ، ولكن أسماء الله كلها حسني وكلها عظمي ، وقد وصف الله أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الأول في سورة الأعراف ( وَلِلهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الذِينَ يُلحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) والثاني في سورة الإسراء ( قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى ) والثالث في سورة طه ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى ) والرابع في سورة الحشر ( هُوَ اللهُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) (الحشر:24) .
ووجه الحسن في أسماء الله أنها دالة على ذات الله ، فكانت حسنى لدلالتها على أحسن وأعظم وأقدس مسمى وهو الله عز وجل ، فهي بالغة في الحسن من جهة الكمال والجمال ، ( تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ والإكرام ) (الرحمن:78) فلله ولأسمائه منتهى العظمة والجلال ، وذلك لأن أسماءه متضمنة لصفاته الكاملة التي لا نقص فيها بحال من الأحوال ، فاسم الله الحي متضمن للحياة الكاملة التي لم تسبق بعدم ولا يلحقها زوال ، الحياة التي تستلزم كمال الصفات من العلم والقدرة والسمع والبصر ، واسمه العليم متضمن للعلم الكامل الذي لم يسبق بجهل ولا يلحقه نسيان قال الله تعالى : ( قَالَ عِلمُهَا عِنْدَ رَبِّي فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى ) (طه:52) وهو العلم الواسع المحيط بكل شيء جملة وتفصيلا سواء ما يتعلق بأفعاله أو أفعال خلقه قال الله تعالى : ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ) (الأنعام:59) ، واسمه الرحمن متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله صلي الله عليه وسلم :
( اللّهُ أرحمُ بعبادِه من هذهِ بولَدِها ) ، وذلك أن أمرة وقعت في السبي ففقدت صبيها وتضررت باجتماع اللبن في ثديها ، فكانت إذا وجدت صبيا أرضعته ليخفف عنها ، فلما وجدت صبيها بعينه أخذته فالتزمته ، فألصَقَتْه ببَطنها وأرضَعَتْه ، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : فقال لنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم : أتُرَونَ هذهِ طارحةً وَلدَها في النار ؟ قلنا: لا ، وهي تَقدِر على أن لا تَطرَحهُ ، فقال : اللّهُ أرحمُ بعبادِه من هذهِ بولَدِها .
واسم الله الرحمن كما أنه متضمن للرحمة الكاملة فإنه متضمن أيضا للرحمة الواسعة التي قال الله عنها : ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُل شَيْءٍ ) ، وقال عن دعاء الملائكة للمؤمنين : ( الذِينَ يَحْمِلُونَ العَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُل شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلماً فَاغْفِرْ لِلذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الجَحِيمِ ) (غافر:7) .
وجميع الأسماء حسنى وعظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد ، فاسم الله الأعظم في حال الفقر الغني ، وفي حال الضعف القوى ، وفي حال الجهل العليم ، وفي حال السعي والكسب الرزاق ، وفي حال الذنب التواب الغفور الرحيم ، وفي حال الحرب وقتال العدو فنعم المولى ونعم النصير ، وهكذا كل اسم هو الأعظم في موضعه ، على حسب حالة العبد وما ينفعه ، والله عز وجل أسماؤه لا تحصى ولا تعد ، هو الوحيد الذي يعلم عددها ، كما ورد من حديث ابن مسعود في صحيح بن حبان ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ ، سَمَّيتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ أَنْزَلتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ عَلمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلقِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ ) لكن الله عز وجل من حكمته أنه يعطي كل مرحلة من مراحل خلقه ، معرفة ما يناسبها من أسمائه وأوصافه ، وتظهر فيها دلائل كماله وجماله وجلاله ، ففي مرحلتنا مرحلة الابتلاء ، مرحلة الدنيا وما فيها من شهوات وأهواء ، وحكمة الله في تكليفنا بالشرائع والأحكام ، والحلال والحرام ، في هذه المرحلة عرفنا الله بجملة من أسمائه تتناسب مع متطلباتنا وعلاقتنا بالله ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ) .
فالحياة لما كانت دار للابتلاء ومحلا للبلاء ، الناس فيها مختلفون آجالا وأرزاقا ، ألوانا وأخلاقا ، منهم الغني والفقير ، الصحيح والعليل ، الأعمى البصير ، الجاهل والخبير ، منهم الجبار والذليل ، القوى والضعيف ، الغليظ واللطيف ، منهم الظالم والمظلوم ، والحاكم والمحكوم ، المالك والمعدوم ، منهم الكاذب والصادق ، المخلص والمنافق ، إلى غير ذلك من أنواع الأخلاق وتنوع الأرزاق ، واختلاف السلوك ، وابتلاء ملك الملوك ، لما كانت الدنيا كذلك ، كانت حكمة الله في تعريف الخلائق ، بما يناسبهم من أسمائه فالمذنب إن أراد التوبة سيجد الله توابا رحيما عفوا غفورا ، والمظلوم سيجد الله حقا مبينا ، حكما عدلا وليا نصيرا ، والضعيف سيجد الله قويا قديرا ، والمقهور سيجد الله عزيزا جبارا ، والفقير سيجد الله رزاقا كفيلا وكيلا ، وهكذا سيجد العباد من الأسماء ما ينسب حاجتهم ومطالبهم ، فالفطرة اقتضت أن تلجأ النفوس إلى قوة عليا عند ضعفها ، وغينا أعلى عند فقرها ، وتوابا رحيما عند ذنبها ، وسميعا بصيرا قريبا مجيبا عند سؤالها ، ومن هنا كانت لكل مرحلة ما يناسبها من أسما الله وصفاته ، ألا ترى أنه في البدء عندما أسكن الله آدم وحواء في جنة الابتلاء ، فأكلا من الشجرة وانكشفت العورة وتطلبت الفطرة مخرجا وفرجا ، وكان الفرج والمخرج في أسما الله التي تناسب حالهما وتغفر ذنبهما ، فعلمه الله كلمات ، ما هي هذه الكلمات ؟ أسماء لله وصفات ، علمه أن يدعوه باسمه التواب الرحيم ، ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (البقرة:37) أَي تَعَلمها ودعا بها ( قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ) (لأعراف:23) .
وعند البيهقي من حديث أنس في قوله عز وجل : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) قال : سبحانك اللهم وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فاغفر لي إنك خير الغافرين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فارحمني إنك أنت أرحم الراحمين لا إله إلا أنت سبحانك وبحمدك عملت سوءا وظلمت نفسي فتب علي إنك أنت التواب الرحيم .
فطالما أن الدنيا للابتلاء فإن الله قد عرفنا بما يناسبهما ويناسبنا من الأسماء ، وهذه الأسماء ربما لا ينفع الدعاء بها في مرحة أخري كمرحلة الآخر ، فلو دعا الكافرون والمشركون ربهم يوم القيامة باسمه الغفور التواب ، أن يغفر لهم ويرحمهم من العذاب لما استجيب لهم ، لأن كل مرحلة لها ما يناسبها من الحكم وإبداء الأسماء ، ولذلك فإنه عند مجيء الحق للفصل بين الخلق يوم القيامة ، يغضب غضبا شديدا لم يَغضَبْ قبلَه مثله ، ولن يَغضبَ بعدَهُ مثلَه ، فيبلُغُ الناسَ من الغمِّ والكَرَبِ ما لا يُطيقون ولا يَحتمِلون ، فيبحثون عن شفيع لكن الأنبياء يتخلفون ، إلا صاحب المقام المحمود ، يقول أنا لها عندها ، كما ورد في صحيح البخاري ومسلم يقول :
( فأنطِلقُ ، فآتي تحتَ العرش فأقَعُ ساجِداً لربي عزَّ وجل، ثمَّ يَفتح اللهُ عليَّ من مَحامِدِه وحُسنِ الثناءِ عليهِ شيئاً لم يَفتحْهُ على أحدٍ قبلي ، ثم يُقال : يا محمد ، ارفَعْ رأسك ، سَل تُعطَهْ ، واشفعْ تُشَفع ) وتلك المحامد كما ذكر ابن القيم ذكر لله ودعائه بأسماء وصفات لم يعرفها لأحد من خلقه .
فأسماء الله كلها حسنى وكلها عظمى على اعتبار ما يناسبها من أحوال العباد ، كابتلاء لهم في الاستعانة بالله والصدق مع الله ، والخوف منه والرغبة إليه والتوكل عليه وغير ذلك من معاني توحيد العبودية لله ، حتى يجتهد العباد في الطاعة ويسارعون في الخيرات ، والنبي صلى الله عليه وسلم أيضا لم يبين التسعة والتسعين اسما على وجه العد والتفصيل ، للاجتهاد في البحث والتحصيل ، فذلك لحكمة بالغة ، وأنوار ساطعة ، أن يطلبها الناس ويتحروها في كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ترفع الدرجات وتتفاوت المنازل في الجنات ، فيلزم لحفظها إحصاؤها واستيفاؤها ، ثم الإحاطة بمعانيها ، والعمل بمقتضاها ، ثم دعاء الله من خلالها ، وحسن المراعاة لأحكامها .
فالاسم الأعظم ليس كما يصوره الصوفية حسب أهوائهم وأذواقهم سر مكنون وغيب مصون ، مقصور على أوليائهم ، ويأخذونه عن مشايخهم بالتلقي مع العهد بالسند إلى قدماء الأولياء ، كصاحب كتاب ختم الأولياء ، أو بلعام بن باعوراء ، فصاحب كتاب ختم الأولياء ، الحكيم الترمذي الصوفي أعجبه اسم الرب ، فزعم أنه الإسم الأعظم وحوله من جهر إلى سر ، والناس يعتقدون أن الاسم غيب مكنون ، وسر مصون ، وهم جميعا يعرفون ويرددون ( الحمد لله رب العالمين ) ، يقول الحكيم الترمذي : ( اسم الرب هو الاسم الأعظم المكنون الذي منه خرجت الأسماء ، فمن وصل إلى ذلك الاسم المكنون وانكشف له الغطا عنه ، فقد تبتل إليه وانقطع عن الخلق واتخذه وكيلا ) وعلم عند ذلك الاسم الأعظم ، كأنه يفسر الآية ( وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّل إِلَيْهِ تَبْتِيلاً رَبُّ المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً ) (المزمل:10) .
وكثير من الصوفية يظن أنه يعرف الاسم الأعظم بذلك ، وزعم كثيرون أن الملكين ببابل هاروت وماروت الذين يقال أنهما أهبطا إلى الأرض حين عمل بنو آدم المعاصي ليقضيا بين الناس ، وألقي الله في قلوبهما شهوة النساء وأمرهما أن لا يزنيا ولا يقتلا ولا يشربا خمرا ، وكانا يعلمان الإسم الأعظم ليصعدان به إلى السماء مرة أخري ، فجاءتهما امرأة في مسألة لها ، فأعجبتهما فأراداها للفحشاء ، فأبت عليهما حتى يعلماها الاسم الأعظم الذي يصعدان به إلى السماء ، فعلماها إياه ، ثم أراداها للفحشاء فأبت عليهما حتى يشربا الخمر ، فشربا الخمر وزنيا بالمرأة ، ثم خرجا فقتلا رجلا بلا ذنب ، فدعت المرأة بهذا الاسم الأعظم ، فصعدت إلى السماء ومسخت فخنست فتحولت إلى كوكب خناس ، وهو كوكب الزهرة الذي نراه في السماء ، وغضب الله تعالى على الملكين فسماهما هاروت وماروت وخيرهما بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا ، فهما يعلمان الناس ما يفرقون به بين المرء وزوجه ، يقولون : إن الذي أنزل على الملكين هو الاسم الأعظم الذي صعدت به المرأة وأصبحت كوكب الزهرة ، وما زالت المرأة أو كوكب الزهرة تعلم هذا الاسم للشياطين ، وهم يعلمونه لأوليائهم مع السحر ، فيتكلمون بكلام يجعل الواحد منهم يطير في الهواء بين الأرض السماء أو يمشي على الماء ، يقول ابن كثير : ( وأما ما يذكره كثير من المفسرين في قصة هاروت وماروت من أن الزهرة كانت امرأة فراوداها على نفسها فأبت إلا أن يعلماها الاسم الأعظم فعلماها فقالته فرفعت كوكبا إلى السماء فهذا أظنه من وضع الإسرائيليين ) .
والأعجب من ذلك قصة الذي يعلم الاسم الأعظم ثم كفر بالله ، قال تعالى : ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِنْ تَحْمِل عَلَيْهِ يَلهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ القَوْمِ الذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا فَاقْصُصِ القَصَصَ لَعَلهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (الأعراف:176) ، ذكر كثير من المفسرين أن هذا الرجل هو بلعام بن باعوراء ، وقصته أن قومه طلبوا منه أن يدعوا على موسى ومن معه فأبى ، فلم يزالوا به حتى فعل ، وكان عنده اسم الله الأعظم ، القصة كما يذكرها ابن جرير الطبري في تاريخ الأمم والملوك أن الله بعث يوشع نبيا بعد أن انقضت الأربعون سنة التي ضربت على بني إسرائيل في التيه فدعاهم فأخبرهم أنه نبي ، وأن الله قد أمره أن يقاتل الجبارين فبايعوه ، وصدقوه وانطلق رجل من بني إسرائيل يقال له بلعام بن باعوراء وكان عالما يعلم الاسم الأعظم المكتوم فكفر وأتى الجبارين ، فقال : لا ترهبوا بني إسرائيل فإني إذا خرجتم تقاتلونهم أدعو عليهم دعوة فيهلكون ، فكان عندهم فيما شاء من الأهواء غير أنه كان لا يستطيع أن يأتي النساء ، فكان ينكح أتانا له يزني بحمارة ، وهو الذي يقول الله عز وجل ( وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الغَاوِينَ وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الكَلبِ إِنْ تَحْمِل عَلَيْهِ يَلهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلهَثْ ) فكان بلعام يلهث كما يلهث الكلب –خرج لسانه من فمه حتى نزل على صدره - فخرج يوشع النبي يقاتل الجبارين في الناس ، وخرج بلعام مع الجبارين على أتانه على حمارته ، وهو يريد أن يلعن بني إسرائيل بالإسم الأعظم ، فكلما أراد أن يدعو على بني إسرائيل – الحمارة تدور دون أن يدري فتأتي اللعنة على الجبارين - فقال الجبارون : إنك أنما تدعو علينا يابن باعوراء ، فيقول لهم : إنما أردت بني إسرائيل ، فأخذ ملك من ملوك الجبارين بذنب الأتان بذيل الحمارة ، فأمسكها وجعلها تتحرك ، وأخذ بلعام يضربها ويكثر من ضربها ، فتكلمت الحمارة وقالت أنت تنكحني بالليل وتركبني بالنهار ، ويلي منك يا بلعام .
أصبح استزاء اليهود بأسماء الله منتشرا بين المسلمين كقصص مشوقة وحكايات عن الأمم السابقة ، إننا نحذر من خطورة القصص الواهية ، وعدم التثبت في النقل عن الأمم الماضية ، لأن فيه بعض الدعاة يستغلون جهل العامة ويبالغون في قصص الصحابة وخيار الأمة ، دون تدقيق وتفحيص ، وتحقيق وتمحيص ، بين ما ثبت عنهم بالفعل وما لم يثبت ، والعامة من جهلهم يعتبرون أمثال هؤلاء نموذجا لدعاة العصر ، المتطورون مع الحضارة في بلاد العرب وفي مصر ، فالعلم له ثوابته والدعوة لها نظامها ، تتطور مع العصر أساليبها ، لكن دون المساس بثوابتها .
انظروا إلى نموذج من القصص الذي يعتمد عليها أمثال هؤلاء فيما يتعلق باسم الله الأعظم ، خبر عبد الله بن الثامر والاسم الأعظم ، ذكره ابن هشام في سيرته عن ابن إسحاق عن محمد بن كعب القرظي وهي رواية قصصية كأغلب روايات القصص التى يتناولونها ، عبد الله بن الثامر غلام كان يذهب إلى ساحر في أحد القرى التابعة لنجران ، وكان رجل صالح على دين عيسى عليه السلام يعلم اسم الله الأعظم بين قرية الساحر ونجران ، فكان عبد الله بن الثامر يتخلف إليه ، فيعجبه ما يرى من صلاته وعبادته ، فجعل يجلس إليه ويسمع منه حتى أسلم ، فوحد الله وعبده ، وجعل يسأله عن شرائع الإسلام حتى إذا تفقه فيه جعل يسأله عن الاسم الأعظم وكان يعلمه ، فكتمه إياه وقال له يا ابن أخي إنك لن تحمله أخشى عليك ضعفك عنه ، فلما رأى عبد الله أن صاحبه قد ضن به عنه وتخوف ضعفه فيه عمد إلى قداح – القدح هنا بمعنى قطعة الحجر المصقول - فجمعها ثم لم يبق لله أسما يعلمه إلا كتبه في قدح ، لكل اسم قدح حتى إذا أحصاها أوقد لها نارا ، ثم جعل يقذفها فيها قدحا قدحا حتى إذا مر بالاسم الأعظم قذف فيها بقدحه ، فوثب القدح حتى خرج منها لم تضره شيئا ، فأخذه ثم أتى صاحبه ، فأخبره بأنه قد علم الاسم الذي كتمه فقال : وما هو ؟ قال : هو كذا وكذا ، قال : وكيف علمته ؟ فأخبره بما صنع ، قال : أي ابن أخي قد أصبته فأمسك على نفسك وما أظن أن تفعل ، فجعل عبد الله بن الثامر إذا دخل نجران لم يلق أحدا به ضر إلا قال يا عبد الله أتوحد الله وتدخل في ديني وأدعو الله فيعافيك مما أنت فيه من البلاء ؟ فيقول : نعم ، فيوحد الله ويسلم ويدعو له بالاسم الأعظم فيشفى .
والثابت عن رسول الله في حديث مسلم عَنْ صُهَيْبٍ ، أَنَّ الغلام كان يُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الأَدْوَاءِ ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ ، فَقَالَ : مَا هٰهُنَا لَكَ أَجْمَعُ ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَداً ، إِنَّمَا يَشْفِي اللّهُ ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللّهِ دَعَوْتُ اللّهَ فَشَفَاكَ ، فَآمَنَ بِاللّهِ ، فَشَفَاهُ اللّهُ ، فَأَتَىٰ المَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ قَالَ : رَبِّي ، قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللّهُ ، فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَل يُعَذِّبُهُ حَتَّىٰ دَل عَلَىٰ الغُلاَمِ ، فَجِيءَ بِالغُلاَمِ ، فَقَالَ لَهُ المَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِىءُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ ، فَقَالَ : إِنِّي لاَ أَشْفِي أَحَداً ، إِنَّمَا يَشْفِي اللّهُ .
فالحسن والعظمة في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده ، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره ، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال ، فالأعلى في الكمال هو اسم الله الأعظم على هذا الاعتبار ، ومن هنا ثبت عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه جعل الحي القيوم هو اسم الله الأعظم وكذلك الرحمن الرحيم ، فقد روى ابن ماجة الطبراني وحسنه الشيخ الألباني ، من حديث القاسم بن عبد الرحمن عَنْ أَبِي أُمَامَةَ أَن النَّبِي صلي الله عليه وسلم قال : ( اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ الذِي إِذَا دُعِي بِهِ أَجَابَ في سُوَرٍ ثَلاثٍ ، البَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ وَطه ) ، قال القاسم : فالتمستها إنه الحي القيوم ، ( اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ ) (البقرة:255) ( اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ) (آل عمران:2) ( وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلماً ) (طه:111) .
وقد ورد أيضا أن الاسم الله الأعظم هو الرحمن الرحيم ، كالحديث الذي رواه أبو داوود والترمذي وقال : حسن صحيح ، وحسنه الشيخ الألباني ، من حديث أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ رضي الله عنها ، أَنَّ النَّبِي قَالَ : ( اسْمُ اللهِ الأَعْظَمُ في هَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ : ( وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ) ، وَفَاتِحَةِ آلِ عِمْرَانَ : ( الم اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الحَي القَيُّومُ ) .
فاسم الله الأعظم أطلقه النبي صلي الله عليه وسلم على اسمين مضمومين ومقترنين وهما الحي مع القيوم ، والرحمن مع الرحيم ، وإذا كانت أسماء الله كلها حسني وكلها عظمي ، كما قال تعالى : ( وَلِلهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَي فَادْعُوهُ بِهَا ) (الأعراف:180) ، إلا أن اسمه الحي واسمه القيوم عند اجتماعهما يختصان عن باقي الأسماء الحسني وينفردان بما فيهما من أبعاد اعتقادية ويعطيان من المعاني ما ليس لغيرهما ، كما قال ابن القيم في نونيته : وله الحياة كمالها فلأجل ذا ما للممات عليه من سلطان - وكذلك القيوم من أوصافه ما للمنام لديه من غشيان ، وكذاك أوصاف الكمال جميعها ثبتت له ومدارها الوصفان - فمصحح الأوصاف والأفعال والأسماء حقا ذانك الوصفان - ولأجل ذا جاء الحديث بأنه في آية الكرسي وذي عمران - اسم الإله الأعظم اشتملا علي اسم الحي والقيوم مقترنان - فالكل مرجعها إلي الإسمين يدري ذاك ذو بصر بهذا الشان .
فالحي القيوم كما ذكر ابن القيم ، عليهما مدار أوصاف الكمال جميعها ، فجميع الأسماء الحسني والصفات العليا ، تدل باللزوم علي أن الله حي قيوم دون العكس ، وشرح ذلك نرجئه إلى المحاضرة القادمة ، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkabshi.forumarabia.com
 
منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ~ من أروع قصص السلف ~
» اقـــــوال الائمـــة وعلمـــاء السلف في التصـــوف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه  :: المكتبه الشامله-
انتقل الى: