الشيخ ابراهيم الكياشي مسيره متفرده من العلم ويعتبر الشيخ ابراهيم الكباشي حسيني النسب (السيد الحسين بن الامام علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه)، مالكي المذهب، أشعري العقيدة ، جيلاني الطريقة، محمدى الأخلاق، حفظ القرآن و تعلم علم الأصول والفروع و درس رسالة العلامة ابن أبي زيد القيرواني و المسالك للعلامة القطب الدرديري ومختصر العلامة الشيخ خليل ابن إسحاق المالكي و مؤطا الإمام مالك رضي الله عنه وفتح الله عليه بغير ذلك من العلوم و المعارف مما يعجز عن وصفه البيان.
قرأ الشيخ ابراهيم الكباشي كتاب الله على الفقيه ود الفادني بقريـة ود الفادني ثم جوده على الفقيه (كليَ) بقرية طيبة العركيين. ودرس العلم في مدرسة الشيخ إبراهيم ود عيسي صاحب المسيد، ثم أخذ السلوك الصوفي على الشيخ طه الأبيض البطحاني.
كان الشيخ ابراهيم الكباشي يمتاز بفصاحة اللسان و بلاغة القول ونصاعة اللفظ و صحة المعاني و قلة التكلف لذلك جاءت مؤلفاته واضحة جلية أنارت القلوب و العقول و بينت سبل الوصال و انتفع بها أناس كثيرون ، منها ما ألفه الشيخ نثرا و نظما في العقيدة والفقه و التصوف و منها ما قاله في مدح الحبيب صلى الله عليه وسلم.
الشيخ ابراهيم الكباشي من كبار الأولياء و الشيوخ، فكانت سجادته القادرية منبر دعوة إلى الله استقر ببذله وجهاده الدين في النفوس إيماناً ويقيناً بذل أقصى ما يمكن أن يبذله إنسان من مخزون طاقته الإنسانية، مجاهدة للنفس ثم جهاداً لتوصيل كلمة الدين قرآناً وعلماً وسلوكاً تربوياً، بهذا المثلث كانت انطلاقته الكبرى في الحياة بذلاً وعطاء من غير تخلف عن ميدان، فحققت المعاني الإرشادية والإصلاحية. وقدرت مشيخة الكباشي العظيمة أن تكون معلماً أصولياً يرفع على جنبي الطريق هادياً إلى الله، عصمت دعوته نفوس من هرع إليه من الضلال والفتن وشمم النحل الفاسدة، ومعلوماً يقيناً أن مهمة الولي في الحياة وجوداً رسالياً عالياً. دلالـة على الله تعالى - بكل ما يستوجب ذلك من مقال وحال يدفع ويدافع بما يستلزم من وسائل نظرية وعملية، وهذا شيء كان لابد أن يحققه الشيخ ابراهيم الكباشي.
مؤلفاتـه وشـعره:
للشيخ إبراهيم الكباشي الكثير من المؤلفات في مختلف المواضيع،ومن تلك الكتب والمخطوطات:
*
كتاب السـير إلى رب العـالمين: تحدث فيه عن أخلاق المتصوفة وكيفية السير إلى الله.
*
الذوق : و يوضح فيه خفايا النفس والقلب وما يتعلق بهما من أمراض.
*
مقعد الصديقين في أخلاق المتصوفة: يتناول فيه صفات واخلاق المتصوفه.
*
بيان المشهد الإلهي: يوضح فيه صفات أهل الكمال.
*
العِدله : يتحدث فيه عن العدل.
*
التعبير في ذكر البصير: يتناول بعض ألفاظ الترجمة عند الصوفيه وشرحها
*
المهدي المنتظر : يوضح فيه صفات المهـدي المنتظـر
*
انشقاق القمر : تحدث فيه عن معجزة انشقاق القمر للنبي صلي الله عليه وسلم
ولقد رتب الشيخ إبراهيم الكباشي أدعية مأثورة وأذكار مأخوذة من القرآن والسنة، وضعها في أحزاب صغيرة وهي كما يلي:
حزب الجلال ، حزب الأنوار ، حزب الدائرة ، حزب الحمد ، حزب السلام.ورتب ونظم أيضا صلوات على النبي صلى الله عليه وسلم في أجزاء صغيرة وهي:
فتح الفتوح ، سر الأسرار ، صلاة الإرشادوله أيضاً مؤلفات شعرية في مدح المصطفى وقصائد صوفية في ذكر أحوال الأولياء والصديقين وحال السير والسلوك:
ومن قصائده التي تناول فيها سيرة الصالحين أهل السلوك:والتي مطلعها :لمَّا جَنَّ الليلِ قَاموا رِجالاً
وحَالَهم كَبازٍ فِي الهَوى غَنَّ
وعَينهم جَفتَ المنَامَ لله طَوعـاًوقُـلــوبُهم بِنـورِ الله إمْـتَلأنَّوأَجفانهم ومُقْلَتَيهم للهِ دَمْعاًيَسيِلُ عَلي الخدِ دوماً ويَسْرُخَنَّهُم رِجالِ اللهِ أعزَّ القومِ خَلقاً
هُم ساداتِ الخلائق أجملنَّهُم بُحورِ العلمِ والهُدى
هُم الاقطابُ والاوتادِ أخي أسْمعنَّ
ويوصي الشيخ المريد بأن يتحلى بفضائل الأعمال، ويوجب عليه الالتزام بها في مســــاره ومسلكه لأنه عاهد أستاذه على ذلك، عملاً بقوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالعُقُودِ}[المائدة:1]، فيقول الشيخ:عين الفتى توري ما في الضمير ظاهرن
يُسأل أن كان في شيخه الخير يذكرن ويحـذر عن الوسـواس أن يغـيرن
ويمـثلــه بالثقـات لا يتأمـلـن
ويسـهـر سـهـراً عـظيماً تالياً
عـليه ويكـون للحـق تابعــن
لسان الحـال ينطق لصاحـبه
تلميذ القوم يصنت وليس يسأل
ويكـون منضبطاً ومـنذجـراً
ويظـن الخـير فـيه قطـعـاً
ويواظب علي الذي عـاهد بـه
ويبكي علي نفسه قبل أن يبكوه
نفعنا الله به وبعلمه وسنتناول كتبه ومؤلفاته بالتفصيل تباعا ان شاء الله