احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| |
احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: كتاب السير الي الله الجمعة أبريل 29, 2011 6:34 pm | |
|
نبذة عن المؤلف هو إبراهيم بن الأمين بن الفقيه على الملقب ب( الكباشي ) ينتهي نسبة بالأمام الحسين بن على بن أبي طالب كرم الله وجهه . قرأ القران وحفظه على الفقيه ود الفادني ( القاطن بقرية ود الفادني التي تقع جنوب شرق مدينة الحصاحيصا ) ثم جود القرآن على الفقيه (كلي) بقرية العركيين (طيبة) ودرس الفقه و التوحيد وغيرهما من علوم الشريعة الإسلامية بمسيد ود عيسى المشهور. ثم بعد أن حفظ القرآن وبرع في علم التوحيد والفقه سلك طريق الزهد والتصوف والسير إلى الله تعالى فاخذ الطريق القادرى (المنسوب للشيخ عبد القادر الجيلانى ) عن الشيخ طه الأبيض (البطحانى) . وإنشاء المساجد والخلاوى وكان الناس يتوافدون على خلاويه من مناطق السودان المختلفة لدراسة القران وحفظه ولمعرفة التوحيد والفقه ولم يقف عند إنشاء الخلاوى وتدريس القران بل كان داعية من دعاة الاسلام فقد تتلمذ على يديه كثير من المشايخ واخذوا عليه الطريق وصار كل منهم علما فى مكانه وأنشاؤا المساجد والخلاوى وساروا على نهجه فى تعليم الناس ونشر الدعوة الاسلامية . للشيخ إبراهيم الكباشى كثير من المؤلفات فى شتى العلوم الاسلامية والتصوف وهى الآن محفوظة نذكر منها : * العدلة . *الذوق . *السير إلى الله . *التعبير في ذكر البصير . *المهدي المنتظر . *مقعد الصديقين. *بيان المشهد الألهى. *انشقاق القمر. *إرشاد المريد. كما أنه ألف مجموعة من الأحزاب و الصلوات منها: * حزب الجلال . * حزب الحمد. * حزب الأنوار . * حزب الدائرة. * صلاة فتح الفتوح . * صلاة سر الأسرار . * صلاة الإرشاد. ولقد أدي الشيخ الكباشي عليه رحمه الله فريضة الحج عام 1283 هـ قبل وفاته بثلاث سنوات حيث كانت وفاته عام 1286 هـ بعد أن بلغ من العمر خمس وثمانين سنة.
يتبع ..
عدل سابقا من قبل احمد العوض الكباشي في الجمعة أبريل 29, 2011 6:50 pm عدل 1 مرات | |
|
احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: كتاب السير الي الله الجمعة أبريل 29, 2011 6:41 pm | |
|
بسم الله الرحمن الرحيم وصلي الله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) ([1]).. أي يالله نطلب منك الإعانه علي ما أملناه من الطاعات ونفحات الخير الموصله الي توحيد الله عزّ وجلّ الذي هو الحب في الله وفي رسول الله والجهاد في النفس لقوله تعالي: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا) ([2]) وبما تطيع النفس به وتكون متوجهه الي الله وبما يزيل الكبر والرياء والحسد والبغض عنها . وسنذكر تفصيلات ونجعلها أول الكتاب فاذا توجه العبد في طلب الله الي توحيد الله بدأ بالسفر اي "السير الي الله " فليتحصن لسفره بالزامله النشيطه التي تُسرع في المشي والزاد المُبلغ الذي يُوصله الي مقصوده والماء الكثير الذي يأمن قلبه به فإن لم يحصل هذا فاليترك السفر فإنه مضل ماذكر الله تعالي وساونبئكم به إن شاء الله تعالي ، أما الزامله النشيطه فالجوع والعطش قبل دخوله في الخلوه وإعتزال الناس وملازمه الذكر ليلاً ونهاراً لأجل ما تالف نفسه الجوع والعطش وسهر الليل وإعتزال الناس فاذاء حصلت الراحه فليدخل معتكفه قبل غروب الشمس هذه قاعده واما ألمعول عليه العصر قبل غروب الشمس واما الزاد فهو الجهاد في النفس وترك الوساوس الدنيويه بان يحذر نفسه بالموت لقوله تعالي : (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) ([3]) ، ويذكرها بعدمها المحض واخراجها منه فأن غلبت عليه واشتغل قلبه بالأطفال فاليستدل عليها بقوله تعالي : (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ ) ([4]) فليقل قسم ربنا بنفسه فكيف دخولنا فيه ، وأما الماء الكثير الذي يأمن القلب به حضور القلب مع الله فاذا جلس العبد وابتدأ بذكر الله وهو لا اله الا الله في خلوته مع الله تعالي بأن يستحضر في نفسه أنه خلَّف الدنيا وراء ظهره ويجعل نفسه كالميت الذي في قبره و أن يستحضر شيخه في بدايه الذكر كما قال الشيخ احمد الدرديري لولا ما كان للشيخ مدخلاً في السير ما ساقه اليه في حاله البدايه ولمّا كان إستحضار الشيخ كما امره بالتزام الذكر فكان الشيخ في بدايه الذكر للزومه السابق ولمَا تمكن حضور الشيخ في بدايه الذكر تجهز بجوارحه وهي القلب لانه رأس مال المريد ويجعل نفسه بين يدي ربه كغلام السلطان لايقدرعلى الالتفات فى حضرة السلطان ما دام في المجلس وكذلك العبد ما دام في الذكر بل أنه يشعر نفسه ويستحضر بقلبه كانه بين يدي ربه كما قال سيدي الشيخ احمد الدرديري في خريدته ويكون كالهره عند اصطياد الفأر بل أنه يتادب مع الله لما يرد علي قلبه من الهواتف الرحمانيه وهو النور الباهر الذي يدخل في فم قلب العبد . واما الكبر والرياء والحسد والبغض فقد ذكرته في أول الكتاب وقدمت عليه الجوع والعطش وترك الوساوس الدنيويه والحضور مع الله لأنهن اصل بضاعه المريد فلا يأتيه الصدق والخوف الا بهذه القاعدات ، فاذا كثر عليه الجوع والعطش صارت نفسه بين يديه وقلت الوسوسه في قلبه وكثر حضوره مع الله وطرد منه ابليس لعنه الله وأخرج الكبر لأنه مبطل للعمل وهي إبطال الحق وغمس الباطل وأما الكبر في الدين ان يري نفسه أعلي الناس فكله مزموم محبط للعمل وهو حق الله تعالي فلا يرضي الله أ يشاركه أحد في حقه يقول الله عزّ وجلّ : " الكبرياء ردائي والعظمه إزاري فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار " ([5]) واما الرياء وهو ان يعمل لرياء الناس لأجل ما يعظموه ويشيع خبره في السنتهم إن كان بمدح علم، او كثره في العبادات، او ظهرت له كرامات، فاغتر بها فهذا مبطل للعمل بل لا يتامل ان يكون مقبول عند الله عزّ وجلّ فمثله كمثل رجل أضاف السلطان وهو سلطان البلد كافه فضيفه ميتة ووضعها في وجه السلطان او ضيفه صندوقاً فارغاً مملؤ حصي فما اجدر عقوبته عند السلطان، وأما الحسد وهو تمني زوال نعمه الغير فهذه مُقعده للذاكرين مبطله للعمل فلا يكون الصوفي صوفياً حتي يصفو قلبه من هذه الكدرات القبيحه القاطعه عن الله عزّ وجل ّ فلا يصل الي الله من كان في قلبه صفه من هذه الاوصاف ولو عبد الله عباده الثقلين بل يذيد عند الله بغضاً وبعداً ، و أما قواعد الذكر فسنذكر بعضاَ منها إن شاء الله تعالي وسابينها لكم حرفاً حرفاً علي القواعد المبنيه علي الحقيقه منها، ان يذكر الله خوف ان يغضب عليه ويدخله النار ويريد ان يرضي عليه ويدخله الجنه ومنها ان يعبد الله لعظمته وجلاله بل انه يري الله عظيم وجليل هذه هي العباده الخالصه التي كان عليها القوم الصادقين فلا يتأتي تحصيلها الا بعد مشقه الجوع والعطش ،وأما العباده التي للجنه ويطلب فيها العفو فهذا يسمي عبد سؤ اذا خاف خدم وان لم يخف نام ،فهذه قاعده اهل التصوف،وسنذكر بعد ذلك دخول الخلوه بأن يجعلها هي القبر ولباسه هو الكفن وكانه وضع في القبر بل يجعل نفسه قريبه للآخره بعيده عن الدنياء وكانه حضر بين يدي الملك الذي هو الواسطه ويحذر نفسه ويشعر قلبه ويتفكر اعماله الباطله كلها من الليل والنهار ويجعل نفسه كأن الملك المرسل كتب خطاياه وعلقها علي عنقه ثم أتاه الاخر من الله تعالي وجعل صحيفته علي عنقه لقوله تعالي : (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ([6]) ثم يُشعر نفسه بعد ذلك ان له ملكان يسوقانه الي رب العزه ولما تذكر ذلك خجل من الله أن يلاقيه بهذه الذنوب القبيحه . فليجتهد في حال نفسه ويحاسبها بما عملت ويقطع علي نفسه أن ليس له عملاً واصلاً الي الله عزّ وجلّ لقوله عليه الصلاه والسلام : " حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا "([7]) وقال عليه الصلاه والسلام : " من حاسب نفسه في الدنيا هان عليه حساب الآخره "([8])
ولقوله تعالي : (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ* وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُن) ([9]) هذه هي القاعده لا يصل اليها باطل ولا عاطل وإنما يصلها ابطال الرجال الشطار في الله فلا يصلوها الابازمتها القائده اليها وهي الجوع والعطش والسهر الشريف فاحذر ايها المريد فان هذا الطريق وعر شديد ومشقه لا يصله عاطل ولا باطل ولا سباب ولا نمام بل انه محل الصديقين الواصلين الي رب العالمين فلا تدع العباده بغير حضورها كما قال الشيخ احمد الدرديري في عباره كيفيه السير الي الله عزّ وجلّ بل انه يعبّر" بسعاد" عن سير الرجال وهي امراه ذات حسن وجمال وكانت في الدهر الذي حضره الشيخ يثنو عليها بالجمال ويشعروا عليها الاشعار فعبر بها السير يقول : كيف الوصال الي سعاد ودونها قمم الجبال ودونهن حتوف والرجل حافيه ومالي مركب واليد صفرةٌ والطريق مخوف الا يا ساده القوم شدُّو وانشطوا بما امرتكم به ولا تتمسكوا بالسبل القاطعه عن الله تعالي ولاتجعلوا انفسكم راس القوم واجعلوا انفسكم خدمةً للقوم وقد يذكر في كتاب السير "انه صلي الله عليه وسلم مع اثنين من اصحابه وهو ثالثهم في السفر أخذوا شا ةً ليتزودوا بها فذبحوها فقال واحد منهم لأخيه أنا اذبحها واسلخها وانت تحضر الحطب و تنضجها فقال لهم رسول الله صلي الله عليه وسلم انا احضر الحطب فقالوا كيف تخدم ونحن قاعدون فقال لهم لا والله إني اكره الرجل المتميز في قومه" ([10]) واعلمكم الا يا اهل الله المذكورين بالتصوف القائلين أنكم واقفون علي الحد الذين لكم تلامذه وباقين لهم رأس المدد انكم تتقون الله حق تقاته ثم بعد توجيهكم تامروهم بالتوبه وترك المعاصي وعدم مخالطه الظلمه وترك الغيبه والنميمه والحسد وترك أزيه المخلوقين من غير امرٍ شرعي ولا تدخلوا في نيران المصائب القاطعه عن الله عزّ وجلّ وهي الكذب وسب الناس بعضهم بعضاً وقول فلان صالح وفلان غير صالح وفلان عالم وفلان غير عالم وفلان جيد وفلان بخيل فالصوفيون كثيرون والصديقون قليلون فالصوفيون من صفا قلبهم بالله وصار حبهم في رسول الله وانفردوا بمعرفة الله حتي قال اهل زمانه صوفي وتباعدوا عن الحرام واتقوا الشبهات خوفاً من ان يقعوا في الحرام وقد قالوا القرب للحرام كالراتع حول الحمي يوشك ان يقع فيه كما قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "إن الحلال بيّن، وإن الحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهنّ كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"([11]) واما الصديقون فقد إنتهوا في ذات الله وتركوا الحلال والحرام وباعوا نفوسهم الي الله فاشتراهم وخاطبهم خطاب الملك العظيم فقال لهم : "عبادي انفسكم من اولها وآخرها لي فكيف اشترائي لها فقد اجازيكم برضائي وافتح لكم ابواب كنفي وادخلكم في جنتي وابوئكم بنعمتي وبعزتي وجلالي اباهي بكم ملائكتي واطعمكم في خزانتي لأنكم خرقتم عادتي بطاعتي اطلبوني اطلبوني إنكم شفاعتي" "([12]) الا يا اهل الله الا يا اهل طريق الله الا يا القوم الصوفيه ان هذا الطريق وعرٌ شديد ومشقه لا يصله الا الزاهدون.
يتبع ................ [size=18]الهامش
]
([1]) سورة الفاتحه الايات (1) و(2) و(3) ([2]) سورة العنكبوت الايه (69) ([3]) سورة آل عمران الايه (185) ([4]) سورة الزاريات الايه (22) و (23) ([5]) حديث قدسي اصله في صحيح مسلم واخرجه الامام احمد ، وابو داؤود ، وابن ماجه ، و ابن حبان في صحيحه وغيرهم ([6]) سورة النور الايه (24) ([7]) حديث مرفوع عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ([8]) حديث مرفوع عن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ([9]) سورة الذريات الايه (21) و (22) ([10]) رواه ابو يعلي، والطبراني ،والحاكم بسند ضعيف ([11]) حديث صحيح رواه البخاري ومسلم ([12]) حديث صحيح كنز العمال فى سنن الاقوال والافعال ]
عدل سابقا من قبل احمد العوض الكباشي في الجمعة أبريل 29, 2011 6:55 pm عدل 1 مرات | |
|
احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: كتاب السير الي الله الجمعة أبريل 29, 2011 6:46 pm | |
| ومن شرط الشيخ الصديق ان يُعلم تلامذته الزهد في الدنيا والتباعد عن الحرام كافه الي ان يرسخ في قلب التلميذ فلما رسخ في قلبه الزهد في الدنيا والورع عن الحرام فلا تغره الدنيا قطعاً بل يصرفها في استعمالات الآخره ويجعلها مطيةً يتوصل بها الي الله فهذه هي قاعده الشيخ الي التلميذ وقد علمت ان التلاميذ لا يتبعون الشيخ في هذه القواعد وكان سابقاً قبل زماننا هذا قد يسلك اقوام كثيره فلم يوجد منهم من تبعه الا رجل او رجلان فيكونان ارابيب الدئره كلها، "العامه كثيره واللامه قليله ". المتزينون والمتداهنون، والذاكرون والزاهدون في انفسهم واربيب الكمال الذين هم قائلون أئمه الناس والعلماء المتقدمون بعلمهم وطالبون إصلاح الناس وسأبينهم إن شاء الله تعالي حرفاً حرفاً علي القواعد المبينه علي الكتاب والسنه و أما العامه لإجتماع الذي هو خلف الشيخ الذين يطلبون تحقيق الذنوب وتكثير الاجر فكذلك يحصل لهم تخفيف الذنب وزياده الأجر كما في صلاه الامام سبعه وعشرون درجه والفذ درجه واحده كذلك الاجور اجور العامه مع الولي الصالح تتضاعف لهم الاجور وتغفر لهم السيئات لانه يرغَّب في الله ويدعو الله برغبه ورهبه لعباد الله ويضاعف لهم الحسنات ويغفر لهم السيئات وهذه قاعده الاولياء واما التلامذه الذين يجلسون بعد العامه الذين يسمعون من كلام الشيخ وتحذيره لهم وخطابه بمعرفه الله وقوله لهم هذاء حلال وهذاء حرام ولقوله تعالي : (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) ([1]) يامرهم بهذا فصار في وصيتة وصار بريئاً من الذنوب و الشيخ شاهداً عليه لان الشيخ منذراً لهم ومن لم يعمل ذلك فخطيئته معلقه علي عنقه ولم اري له صحبه واما المتزينون عند الشيخ بخلاف تزين الاعمال المذكوره وكان عهدهم بان يعملوا كذا وكذا فتركوه فانهم لا عمل لهم فيه بل يظهروا للناس بانهم عملوا بما قال الشيخ ويتزينون بانهم حصل لهم كذا وكذا وصاروا بكذا وكذا فقد غرّوا انفسهم وغشوها وابعدوا عن الطريق وكانوا كالذي اهدي للسلطان ميته او صندوقاً فارغاً فلا اعلم لهم صدقاً مع الله ولا صحبهً للشيخ واما المتداهنون بخلاف تداهن الاعمال وهو تغطيه الحق بالباطل فهذا هو التداهن في التصوف اعني به ذلك كان يقول لاخوانه في الليل أُصلي كذا وكذا وبالبسمله عددها كذا وكذا والناس نائمون وانا لا انام فكيف انتم تنامون وقد حصل لكم كذا وكذا فقد داهن علي نفسه وغش علي اخوانه وقالوا هذا هو الصادق نريد ان نتكمل عنده وغش نفسه وغش الشيخ فلا اعلم له صحبه وحكمه حكم المتزين وقد صار بغضب الله عزّ وجلّ، واما الذاكرون الله ليلهم قائمون ونهارهم صائمون فليس لهم أدب مع الله في هذه القواعد لانهم يطلبون تعظيم الناس لهم ومدح الناس بافواههم وطلب الجاه عند السلاطين واكابر الخلق لاجل ما يعظموا لهم من الهدايا ويجلبون لهم من الكرامات فانهم انقطعوا عن الله وابعدوا عن صحبه الشيخ الصادق وطلبوا غضب الله عزّ وجلّ في تصوفهم و عبادتهم،واما الذاهدون في انفسهم يذهدون الدنيا بالسنتهم وليس في قلوبهم بل انهم يطلبون ذلك لرياء الناس ويكمنون للدنيا كالهر الذي يصطاد الفأر فاذا وجده اخذه من راسه وان لم يجده كذلك الدنيا، سمي نفسه زاهد فهذا فيه الرجاء وعدم الرجاء فا ذا كان كون هذا اعلم الناس بزهده طلباّ ياخذ منهم حكمه كحكم اخوانه واما ان كان في جهاد نفسه فكلما ذكروها له فرّت نفسه فقال دعوها عني ثم بعد ذلك اكل من ماكلها وشرب من مشربها واخذ من ملامها وضاحكها وصار مفوضاً امره الي الله فهذا هو حسن و عمله حسن، واما ارابيب الكمال الذين هم قائلون ائمه الناس الذين هم خلفهم الشيخ الصادق بعده فقال احدهم انا اصلح بالكمال قد غش إخوانه الذين هم متمسكون به واخذهم بزخرفه لسانه وكانت اقاويل الشيخ الظاهره كلها عنده وكان يقول لهم قال شيخنا كذا وكذا فبهذا أنه تكلم حقاً وتلقنه من الشيخ صدقاً ولكنه لم يتبع بباطنه قطعاً وكان الظاهر الذي يروه في الشيخ كان يعمله كالركعات التي قبل الظهر وبعده وقبل العصر وبعد المغرب وبعد العشاء لرياء الناس لاجل ما يكون حكم الشيخ فهذا هو الذي يعاتبه الله أشد معاتبه لغروره الناس لأن باطنه قبيح وظاهره مليح ولم يصلح لمحل الصدق وقد بعث نفسه فى محل الصدق وهو اخٌ لابليس وقد يروه الناس بعد ظهوره انه مجتمع فيه الرياء والكبر وتغطيه الحق بالباطل وقد يكرهونه بعد رغبتهم له والعياذ بالله تعالي، لانه عامل الناس بالامانه وعامل ربه بالخيانه وهو عدو الله لا يرضي أن يصلح عباده وكثيراً ما يقع في بعض الناس أنه يحب ان يشيع خبره بالمدح بكثرة علم او بكثرة عباده بل انه يرجع علي نفسه باللوم لاجل مدح الناس له ويعمل عمله بالاخلاص كما ذكره الكتاب والسنه لقوله تعالي : (مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) ([2]) ولقوله عليه الصلاه والسلام " انما الاعمال بالنيات " ([3]) ولا قول ولا عمل ولانيه الا بموافقه السنه فاذا وافق عمله ذلك يصير صديقاَ لله حقاً وليصرف اجتهاده في طاعه الله عزّ وجلّ ويندم علي ما تقدم من الرياء والكبر والعجب والحسد وغيبه الناس بل أنه يصير صديقاً لأنه مكتوب له العنايه السابقه وبعضهم هكذا وبعضهم فى حالهم السابقه يغفر الله لنا ولهم آمين. وسأذكر بعض دسائس للعبد كامنه قاطعه مانعه للعباده منها ان يتفكر بعمله وكثرة عبادته وهو في حاله الصحه ولم يري لعمله عائق بل يراه كامل فإنه غش علي نفسه وإغتر بعمله فهذا هو غرور من الشيطان ولم يرض الرب بمثل هذا في حاله صحته وأما في حاله المرض عند إنقضاء نحبه تذكر أعماله إذا كان أفني عمره في تدريس علمٍ اوتدريس قرآن أو عباده او زهد في الدنيا او رغبه في الاخره فقد افني عمره فمثل هذا جائز ان يحمد الله عند إنقضاء نحبه ويتكلم بعمله لانه خال من الرياء. وأما في الصحه فهو مزموم كما قال الشيخ احمد الدرديري : (فلا يري عمله في حاله الصحه بل يراه داخله الخلل ليس له قبول ليكون له كالسوط ليستاق به )وايضاً رؤيه عيوب الناس وترك عيوب نفسه بل يرى نفسه علي الكمال وينظر عيوب غيره ويتفكرها هذه قاطعه من الصدق بعيدة من التصوف بل أنه يتفكر عيوب نفسه لان العبد كثير العيب وكثير اللوم مع الله بل أنه إذا تفكر في حال نفسه تُغنيه عن الغير وكثير من الصديقين الواصلين الى الله انتباههم في عيوبهم فإنقطعوا عن الناس بذلاتهم وهفواتهم وكادت عندهم كالجبال لترجمهم وكان واحد من الساده الصوفيه نفعنا الله ببركتهم يلمس جلده ويقول أخاف ان يغيره الله لكثره خطئي وكان سيدي عطاء السلم يقول : ( إذا أصاب اهل بلدة غلاء او وباء يبكي ويقول لهم هذه ذنوب عطاء يا ليت عطاء قد مات فإن ربه يعفو عنكم ) ومع ذلك انه أصدق الناس عند الله وهو محبوب بين الله ورسوله وكان ذكر الله طعامهم وشرابهم ليلاً ونهاراً فكيف الناس غيرهم يروا لهم أعمال واصله فمن ذكر نفسه في العلا فليس بعالٍ ومن ذكر نفسه بالصدق فليس بصادق، ألا يا عباد الله تأدبوا مع الله الا يا عباد الله لا تغتروا بعملكم بل انكم تعملون وترجوا فضله وطلب عفوه وإكمال رضائه لكم ومن القواطع المانعه إذا حصل للعبد كشوفات وظن نفسه أنه قد وصل فقد غرَ نفسه وأنشط الشيطان علي غررّه ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم . الا يا إخواني أٌخبركم إن شاء الله تعالي بالسيف القاطع والدرع المانع الذي لا يؤثر فيه شئ واُنبؤكم ان شاء الله بالفكره لان أولها تصلح في نفس العبادات يتفكر في حال نفسه إنه كان معدوم عدم محضّ وهو في صلب أبيه ورحم أمه بانه صوره ماءٍ ثم دماً ثم مضغه كاللحمه التي لا قوه فيها ثم علقه ثم من أجزاء شتي ثم بعد ذلك ياكل كما تأكل أمه ويشرب كما تشرب أمه ثم يتنفس بين فخذيه ثم بعد ذلك اخرجه من بطن أمه ثم من بعد ذلك رزقه من الارزاق أي الطعام والشراب ثم جعله إنسياَ لا جنياَ ثم جعله مسلماً لا كافراً ومن فضله عليه أن رزقه وكتب رزفه وأجله فليحمد الله الذي خلقه ووفقه علي ذلك وليكتفي بنفسه ورزقه وأجله فإذا أثبت نفسه وامضاها لربها فليتفكر بقلبه أن الله خالقه فلا يجد رباً غيره وبعد ذلك يتفكر في خلق السموات والارض والصفه العظيمه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( تَفَكَّرُوا فِي خَلْقِ اللَّهِ ، وَلا تَفَكَّرُوا فِي اللَّهِ فَتَهْلِكُوا ) . ([4])وفي إفتكار العبد أن له فوق وتحت ويمين وشمال وامام وخلف وربنا سبحانه وتعالي ليس في جهة من هذه الجهات ولا له مكان سبحانه الله العظيم العلي الكبير الذي يصغر كل شئ عند رؤيته وعظمته له الحمد في الآخره والاولي الحمد لله مسبب ألاسباب ومعتق الرقاب (فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ *وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) ([5]) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) ([6])يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) ([7]) وقال تعالي : (إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ) ([8]) (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ) ([9]) فالجوهر الصبيح الذي يضئ في اليله المظلمه ويرى فيه الانسان دبيب النملة السوداء كانه ضياء الشمس فهو تقوي الله وإتباع ما جاء به رسول الله صلي اله عليه وسلم من الله عز وجل واجتناب ما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولكن أوصيكم في آخر الكتاب يا اهل حقيقه الله ان تتفكروا في ذنوبكم الليل والنهار فاذا رايتم في النهار خيراً فأحمدوا الله على ما عملتم وإن رأيتم انكم عملتم شراً فأندموا وتوبوا عنه واحذروا العوده اليه وانتهوا فى انفسكم وأجتهدوا في تفتيشها ولا تجتهدوا في تفتيش غيركم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وصلي اله علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم
تم بحمدالله الكتاب
الهامش ([1]) سورة الحشر الايه (7) ([2]) سورة البينه الايه (5) ([3]) من حديث الاعمال بالنيات رواه اماما المحدثين البخاري ومسلم في صحيهما الذين هما اصح الكتب المصنفه . ([4]) حديث مرفوع عن سيدنا عمر بن الخطاب . ([5]) سورة الروم الايه (17) و(18) . ([6]) سورة آل عمران الايه (102) . ([7]) سورة النساء الايه (1) . ([8]) سورة الانفال الايه (28) . ([9]) سورة الطلاق الايه (2) و (3).
| |
|
احمد العوض الكباشي
عدد المساهمات : 2933 تاريخ التسجيل : 22/08/2010 العمر : 37 الموقع : الكباشي
| موضوع: كتاب السير الي الله تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني السبت مايو 21, 2011 2:17 am | |
| كتاب السير الي الله تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني الكتاب بالمرفقات
- المرفقات
- السير الي الله تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني.docx
- كتاب السير الي الله تاليف الشيخ ابراهيم الكباشي الحُسيني
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (32 Ko) عدد مرات التنزيل 2
| |
|