شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 829894
ادارة المنتدي ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 103798
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 829894
ادارة المنتدي ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ 103798
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكه الطريقه القادريه الكباشيه

منتدي تعريف بسيره وكتب الشيخ إبراهيم الكباشي
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
>~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ Rufaai10 منتدي الشيخ ابرهيم الكباشي توثيق لحياة مليئه بالعلم والتصوف والجهاد يحتوي علي كتبه واقواله وسيرته ومدائحه >~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ Rufaai10"

 

 ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمد العوض الكباشي

احمد العوض الكباشي


ذكر
عدد المساهمات : 2933
تاريخ التسجيل : 22/08/2010
العمر : 37
الموقع : الكباشي

~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ Empty
مُساهمةموضوع: ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~   ~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~ Icon_minitimeالأحد أبريل 24, 2011 6:38 am





المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ



الأستاذ الشيخ حسن الجواهري(*)



«ملخص»


سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ تمثل روح الإسلام، لأنها تقدم النموذج الأسمى للإنسان المرتبط بربه، المترفع عن الانشداد البهيمي بالمال والمتاع، الواعي لمهمته في هذا الشوط القصير من الحياة من هنا فأتباع أهل البيت هم السائرون على هذا الطريق الإلهي الذي يتجه نحو مرضاة الله، ونحو تحقيق المصالح العليا للدين في الحياة الفردية والاجتماعية، ومن هنا فإن هذه السيرة خير زاد للإنسان المسلم في تعامله مع ربه ومع المجتمع.

إن سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ طافحة بكل معاني الخير والفضيلة، لأنهم من شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة، فهذا علي ـ عليه السلام ـ يقول: «فو الله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جلب شعيرة ما فعلت، وإن دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها» (1). ويقول ـ عليه السلام ـ في مكان آخر: «فو الله ما كنزت من دنياكم تبراً، ولا ادخرت من غنائمها وفراً، ولا أعددت لبالي ثوبي طمراً.. هيهات أن يغلبني هواي ويقودني جشعي إلى تخير الأطعمة، ولعل بالحجاز أو اليمامة من لا طمع له في القرص ولا عهد له بالشبع، أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى وأكباد حرى.. أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ولا أشاركهم في مكاره الدهر أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش» (2). ويقول أيضاً في مكان آخر: «والله لئن أبيت على حسك السعدان مسهداً أو أجر في الأغلال مصفداً أحب إلي من أن ألقى الله ورسوله ـ صلى الله عليه وآله ـ يوم القيامة ظالماً لبعض العباد، وغاصباً لشيء من الحطام» (3).

وقد دخل عليه يوماً ابن عباس بذي قار والإمام يخصف نعله، فسأله الإمام ـ عليه السلام ـ عن قيمة هذا النعل ؟

فيقول ابن عباس: لا قيمة لها يا أمير المؤمنين.

فيقول الإمام ـ عليه السلام ـ : «والله لهي أحبُّ إليّ من إمارتكم إلا أن اُُقيمَ حقاً، أو أدفع باطلاً»(4).

والإمام الحسن ـ عليه السلام ـ يقول عندما دخل عليه جنادة من بني أمية في مرضه الذي توفي فيه فقال له: عظني يا بن رسول الله قال ـ عليه السلام ـ نعم:

«استعد لسفرك، وحصّل زادك قبل حلول أجلك، واعلم أنك تطلب الدنيا والموت يطلبك، ولا تحمل هم يومك الذي لم يأت على يومك الذي أنت فيه، واعلم انك لا تكسب من المال شيئاً فوق قوتك إلا كنت خازناً لغيرك، واعلم أن الدنيا في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشهبات عتاب، فانزل الدنيا منزلة الميتة، خذ منها ما يكفيك، فإن كان حلالاً كنت قد زهدت فيها، وإن كان حراماً لم يكن فيه وزر، فأخذت منه كما أخذت من الميتة، وإن كان العتاب فالعتاب يسير، واعمل لديناك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً، وإذا أردت عزاً بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان، فاخرج من ذل معصية الله إلى عزّ طاعة الله عزّ وجل..» (5).

وقد تنازل الإمام ـ عليه السلام ـ من أجل بقاء الإسلام قويا في مقابلة الأعداء، إذ رأى أن معاوية لا يأبى عن سحق المسلمين، فتنازل عن حقه لأجل المصلحة الأهم.

ومما كتب الحسين ـ عليه السلام ـ إلى معاوية جواباً عن كتاب كتبه إليه:

«... ولعمري ما وفيت بشرط، ولقد نقضت عهدك بقتلك هؤلاء النفر الّذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان والعهود والمواثيق، فقتلتهم من غير أن يكونوا قاتلوا أو قتلوا، ولم يفعل ذلك بهم إلا لذكرهم فضلنا وتعظيمهم حقنا، قتلتهم مخافة أمر لعلك لو لم تقتلهم مِتّ من قبل أن يفعلوا أو ماتوا قبل أن يدركوا، فأبشر يا معاوية بالقصاص، واستيقن بالحساب، واعلم أن لله تعالى كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وليس الله بناسٍ لأخذك بالظنة، وقتل أوليائه على التهمة، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة، وأخذك الناس ببيعة ابنك غلام حَدِث، يشرب الخمر ويلعب بالكلاب، لا أعلمك إلا وقد خسرت نفسك وبترت دينك وغششت رعيتك وأخربت أمانتك وسمعت مقالة السفيه الجاهل، وأخضعت الورع التقي لأجلهم والسلام»(6).

كما أن الحسين ـ عليه السلام ـ تقدم للشهادة مع أهل بيته وأصحابه ولم يبايع للظلم والفسق، وقد كان بإمكانه المبايعة ويكون في أحسن حال من حالات أهل الدنيا، لكنه فضّل الشهادة على الحياة مع الظالمين، وهذه سيرة المرسلين سلام الله عليهم أجمعين.

ولقد عاصر الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السلام ـ استبداد واستهتار بني أمية، وإيلاغهم في الدماء، فبقي ـ عليه السلام ـ جليس داره محزوناً ثاكلاً لا يتمكن أحد أن يقربه، ولا يتمكن أن يتصل بالناس لتعريفهم مباديء دينهم، فاضطر أن يتخذ من أسلوب الدعاء الذي هو أحد الطرق التعليمية لتهذيب النفوس ومعرفة الأحكام والآداب الإسلاميّة ليكون قد عمل بواجبه من تلقين الناس روحية هذا الدين الأصيل، ولم تكن السلطة ملاحقة له لابتعاده عن الحكم. وقد جمعت أكثر هذه الأدعية الثمينة في ما يعرف بـ (الصحيفة السجادية) فوصل إلى غايته من تعليم الدين والأخلاق التي يرتضيها ربه سبحانه، فمن تلك الأدعية ما كان في بيان فضل الله تعالى على العبد وعجز العبد عن أداء حق الله تعالى ممالا يتمكن العبد أن يكفر عن معصية واحدة من معاصيه، فقال: «يا إلهي لو بكيت إليك حتّى تسقط أشفار عيني، وانتحبت حتّى ينقطع صوتي، وقمت لك حتّى تنتشر (7) قدماي، وركعت لك حتّى طول عمري وشربت ماء الرماد آخر دهري، وذكرتك في خلال ذلك حتّى يكل لساني، ثم لم أرفع طرفي إلى آفاق السماء استحياء منك، ما استوجبت بذلك محو سيئة واحدة من سيئاتي» (Cool.

ويعلمنا ـ عليه السلام ـ وجوب مراعاة حقوق الآخرين، ومعونتهم والشفقة والرأفة عليهم تحقيقاً لمعنى الأخوة الإسلاميّة فيقول: «اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظُلِِم بحضرتي ولم أنصره، ومن معروف أسدي إلي فلم أشكره، ومن مسيء اعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم أؤثره، ومن حق ذي حق لزمني لمؤمن فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم أسترهُ...» (9).

ويقول في بيان العفو عمن أساء إليك ويحذرك من الانتقام فيقول: «اللهم وأي عبد نال مني ما حظرت عليه وانتهك مني ما حجرت عليه، فمضى بظلامتي ميتاً أو حصلت لي قِبَلَه حياً، فاغفر له ما ألمّ به مني واعفُ له عما أدبر به عني، ولا تقضه على ما ارتكب فيّ ولا تكشفه عما اكتسب بي، واجعل ما سمحت به من العفو عنهم وتبرعت به من الصدقة عليهم أزكى صدقات المتصدقين وأعلى صلات المتقربين وعوضني من عفوي عنهم عفوك، ومن دعائي لهم رحمتك، حتّى يسعد كل واحد منا بفضلك» (10).

وقد دخل الإمام الباقر ـ عليه السلام ـ على عمر بن عبد العزيز، فقال عمر: يا أبا جعفر أوصني فقال الإمام: أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولداً وأوسطهم أخاً وكبيرهم أباً، فارحم ولدك، وصل أخاك، وبرً أباك، وإذا صنعت معروفاً فربّه (أي أدِمهُ) (11).

وأما الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ : فإنه أعلم الناس، بشهادة علماء عصره، ويكفيك ما علمه الإمام الصادق ـ عليه السلام ـ ، لجابر بن حيان من علوم الكيمياء، وكيفية مناظراته مع أبي حنيفة وغيره.

وهذا الإمام موسى بن جعفر الكاظم ـ عليه السلام ـ يقول في وصيته إلى بعض ولده: «يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإياك أن يفقدك عن طاعة أمرك بها وعليك بالجد، ولا تخرجن نفسك من التقصير في عبادة الله وطاعته..» (12).

ومن وصية له ـ عليه السلام ـ : «اجعلوا لأنفسكم حظاً من الدنيا بإعطائها ما تشتهي من الحلال ومالا يثلم المروءة، ومالا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين، فإنه روي: ليس منا من ترك دنياه لدنيه، أو ترك دينه لدنياه» (13).

وقد كتب إلى هارون الرشيد من السجن الذي هو فيه، فذكر:

«إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى معه عنك يوم من الرخاء، حتّى نمضي جميعاً إلى يوم ليس فيه انقضاء، هنالك يخسر المبطلون» (14).

وورد عنه أنّه قال: «وجدت علم الناس في أربع:

أولها: أن تعرف ربك.

الثانية: أن تعرف ما صنع بك.

الثالثة: أن تعرف ما أراد منك.

الرابعة: أن تعرف ما يخرجك من دينك» (15).

وقال ـ عليه السلام ـ عند قبر حضره: «إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره» (16).

وقال ـ عليه السلام ـ لعلي بن يقطين: «كفارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان» (17).

وقد سأله أبو حنيفة: فقال: ممن المعصية ؟

قال الإمام موسى بن جعفر ـ عليه السلام ـ : «إن السيئات لا تخلو من إحدى ثلاث: إما أن تكون من الله، وليست منه، فلا ينبغي للرب أن يعذب العبد على مالا يرتكب، وإما أن تكون منه ومن العبد، وليست كذلك، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الشريك الضعيف، وإما أن تكون من العبد وهي منه، فإن عفا فبكرمه وجوده، وإن عاقب فبذنب العبد وجريرته».

قال أبو حنيفة: فانصرفت ولم ألق أبا عبدالله، واستغنيت بما سمعت (18).

وقد سأل هارون الرشيد الإمام موسى بن جعفر ـ عليه السلام ـ عن هذه المسألة وهي: «كيف قلتم إنا ذرية النبي، والنبي ـ صلى الله عليه وآله ـ لم يعقب، وإنّما العقب للذكر لا للأنثى، وأنتم ولد الابنة ولا يكون لها عقب ؟.

فقال ـ عليه السلام ـ : أسألك بحق القرآن والقبر إلا ما أعفيتني عن هذه المسألة.

فقال: لا، أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي، وأنت موسى يعسوبهم وإمام زمانهم، كذا انتهى إلي، لست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتّى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله.

فقال ـ عليه السلام ـ : تأذن لي في الجواب؟

قال: هات:

فقال ـ عليه السلام ـ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ?ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى...?.

فمن أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟

فقال: ليس لعيسى أب.

فقال ـ عليه السلام ـ : إنّما ألحقناه بذراري الأنبياء ـ عليهم السلام ـ من طريق مريم عليها السلام، وكذلك أحلقنا بذراري النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ من قبل أمنا فاطمة عليها السلام:

أزيدك يا أمير المؤمنين ؟

قال: هات

قال: قول الله عزّوجلّ ?فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين? ولم يدّع أحد أنّه أخرج لمباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ـ عليهم السلام ـ، فكان تأويل قوله عزّوجلّ (أبناءنا) الحسن والحسين، (ونساءنا) فاطمة، (وأنفسنا) علي بن أبي طالب » (19).

أقول: إن الأصل في الاستعمال الحقيقة، وعرفاً أن ولد البنت ولد ولكن لا يلحق بعشيرة الأب إذا كانت عشيرة زوج البنت مختلفة عن عشيرة أب البنت، وهذا شيء آخر لا دخل له في كون ولد البنت ولداً عرفاً، وكذلك فإن ولد البنت ولد شرعاً، وتدلنا على ذلك بعض القرائن القطعية، منها: أن التوارث بين الجد وابن البنت معترف به شرعاً، وليس له أي عنوان إلا عنوان الأبناء والآباء كما أن الجدّ لا يخطب من بنات البنت، وأولاد البنت لا يخطبون من بنات الجدّ ولا يزوجون من الناحية الشرعية عند جميع المسلمين، وليس ذلك إلا لوجود الأبوة والبنوة بينهما.

وقد ورد في حق الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ عن إبراهيم بن العباس قال: «إني ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا ـ عليه السلام ـ وشهدت منه مالم أشاهد من أحد، وما رأيته جفا أحداً بكلام قط، ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه، وما ردّ أحداً في حاجة قدر عليها، ولامدّ رجليه بين يدي جليس له قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكة، بل كان ضحكه التبسم، وكان إذا خلا ونصبت له الموائد أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البواب والسائس، وكان قليل النوم بالليل، كثير الصوم لا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول: إن ذلك يعدل صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ، وأكثر ذلك منه لا يكون إلا في الليالي المظلمة، فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله وصدقه فلا تصدقوه» (20).

ومن مناظرات (21) الإمام الرضا ـ عليه السلام ـ : «قال أبو الصلت الهروي (خادم الإمام ـ عليه السلام ـ وهو من أهل السنة): لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا ـ عليه السلام ـ أهل المقالات من أهل الإسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر أهل المقالات، فلم يقدم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه أُلقِمَ حجراً، قام إليه علي بن محمّد بن الجهم قال له:

يا ابن رسول الله أتقول بعصمة الأنبياء ؟

قال الإمام: نعم.

قال: فماذا تعمل في قول الله عزّوجلّ: ?وعصى آدم ربهُ فغوى? وقوله عزّوجلّ: ?وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ? وفي قوله عزّوجلّ في يوسف ـ عليه السلام ـ : ?ولقد همت به وهم بها ? وفي قوله عزّوجلّ في داود: ?وظن داود إنّما فتناه? وقوله تعالى في نبيه محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ ?وتخفي في نفسك ما الله مبديه?؟

فقال الرضا ـ عليه السلام ـ : ويحك يا علي اتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله الفواحش، ولا تتناول كتاب الله برأيك، فإن الله عزّوجلّ قد قال: ?ولا يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم? وأما قوله عزّوجلّ في آدم ـ عليه السلام ـ ?وعصى آدم ربه فغوى?

فإن الله عزّوجلّ خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده لم يخلقه للجنة، وكانت المعصية من آدم ـ عليه السلام ـ في الجنة لا في الأرض، وعصمته يجب أن تكون في الأرض ليتم مقادير أمر الله، فلما اهبط إلى الأرض وجعل حجة وخليفة عصم بقوله تعالى: ?إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين? وأما قوله تعالى: ?وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه? إنّما الظن بمعنى استيقن أن الله لن يضيق عليه رزقه، ألا تسمع قوله عزّوجلّ: ?وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه? أي ضيق عليه رزقه، ولو ظن أن الله لا يقدر عليه لكان قد كفر.

وأما قوله عزّوجلّ في يوسف ـ عليه السلام ـ : ?ولقد همت به وهم بها? فإنها همّت بالمعصية وهمّ يوسف ـ عليه السلام ـ بقتلها إن أجبرتهُ لعظم ما تداخله، فصرف الله عنه قتلها والفاحشة وهو قوله عزّوجلّ: ?كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء? يعني القتل والزنا.

وأما داود ـ عليه السلام ـ فما يقول من قبلكم فيه ؟

فقال علي بن محمّد بن الجهم: يقولون إن داود ـ عليه السلام ـ كان في محرابه يصلي، فتصور له إبليس على صورة طير، أحسن ما يكون من الطيور، فقطع داود صلاته وقام ليأخذ الطير، فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره، فطار الطير إلى السطح، فصعد في طلبه، فسقط الطير في دار (أوريا بن حنان)، فاطلع داود في أثر الطير فإذا بامرأة (أوريا) تغتسل، فلما نظر إليها هواها، وكان قد أخرج (أوريا) في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه، أن قدم (أوريا) أمام التابوت (22)، فقدم، فظفر (أوريا) بالمشركين، فصعب ذلك على داود، فكتب إليه ثانية: أقدمهُ أمام التابوت، فُُقدّم فقتل أوريا، فتزوج داود بامرأته.

قال: فضرب الإمام ـ عليه السلام ـ بيده على جبهته وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد نسبتم نبياً من أنبياء الله إلى التهاون بصلاته، حتّى خرج في أثر الطير ثم بالفاحشة، ثم القتل.

فقال: يا ابن رسول الله فما كانت خطيئتهُ ؟

فقال: ويحك إن داود إنّما ظن أنّه ما خلق الله عزّوجلّ خلقاً هو أعلم منه، فبعث الله عزّوجلّ إليه ملكين فتسورا المحراب فقالا: ?خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا سواء الصراط إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنيها وعزني في الخطاب? إلى قوله: ?نعجتك إلى نعاجه? فعجّل داود على المدعى عليه وقال: ?لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه?، ولم يسأل المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له: ما تقول، فكان هذا خطيئته رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه، ألا تسمع الله عزّوجلّ يقول: ?يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى..?.

فقال يا ابن رسول الله فما قصته مع (أوريا).

فقال الرضا ـ عليه السلام ـ : إن المرأة في أيام داود ـ عليه السلام ـ كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبداً، وأول من أباح الله له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها كان داود ـ عليه السلام ـ ، فتزوج بامرأة (أوريا) لما قُتل وانقضت عدتها منه، فذلك الذي شق على الناس من قبل (أوريا).

وأما محمّد ـ صلى الله عليه وآله ـ وقول الله عزّوجلّ: ?وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخش الناس والله أحق أن تخشاه? فإن الله عزّوجلّ عرف نبيه ـ صلى الله عليه وآله ـ أسماء أزواجه في دار الدنيا، وأسماء أزواجه في دار الآخرة، وأنهن أمهات المؤمنين، وإحدى من سمي له «زينب بنت جحش»، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفى اسمها في نفسه ولم يبده، لكي لا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة بيت رجل إنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشى قول المنافقين، فقال الله عزّوجلّ: ?وتخشى الناس والله أحقُ أن تخشاه? يعني في نفسك، وإن الله عزّوجلّ ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج آدم ـ عليه السلام ـ ، وزينب من رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بقوله: ?فلما قضى زيد منها وطراً زوجنا كها...? وفاطمة من علي.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alkabshi.forumarabia.com
 
~ المثل الأعلى في سيرة أهل البيت ـ عليهم السلام ـ ~
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ~ من هم آل البيت عليهم السلام~
» سيرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه
» البيت النبوي
» البيت العتيق
» ~ فضائلُ أهل البيت في القرآن الكريم~

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكه الطريقه القادريه الكباشيه  :: السيره النبويه العطره-
انتقل الى: